(فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ((الأعراف: 22).
ويؤكد هذا التفسير للكلمات الحديث المروي في قوله تعالى:
(فتلقى آدم من ربه كلمات (و (قال: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين، لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني وأنت خير الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم. (.
وهذا ما ينسجم مع الآية في أصل الفكرة، ولكنه يختلف عنها في التفاصيل " (1).
وقفة قصيرة ونقول:
1 - قد تحدثنا فيما مضى من هذا الفصل بما فيه الكفاية عن قصة آدم عليه السلام، ولأجل ذلك، فإننا سوف نصرف النظر عن الإعادة ولعل نفس العناوين التي استخرجناها من طيات كلام هذا البعض توضح لنا مدى جرأته على أنبياء الله وأوليائه.
2 - قد أشرنا حين الحديث عن تفسيره لقوله تعالى: (عفا الله عنك لم أذنت لهم..) وذلك عند الحديث عن كلام البعض حول نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) إلى أن مخالفة الأولى لا مجال لقبولها في حق الأنبياء، بأي وجه لأنها تنتهي إلى الطعن بهم، أو الطعن في عظمة الله وجلاله، جل وعز..
3 - إننا لم نستطع أن نفهم السبب في استبعاده أسماء أهل البيت (عليهم السلام) وحصره الكلمات التي تلقاها آدم من ربه في خصوص هذا الدعاء، فإن التجاء الإنسان إلى الله، والاعتراف أمامه بالقصور، وبالتقصير، وطلب العون والستر والمغفرة، لا يحتاج إلى التلقي من الله سبحانه، وإلى التعليم، إذ إن ذلك هو ما تسوق إليه طبيعة الإنسان الذي يعرف الله، ويقف أمام جلاله، وعظمته، مدركا عجزه في مقابل قدرته، وضعفه في مقابل قوته، وفقره، وحاجته في مقابل