وقفة قصيرة 1 - إن هذا البعض يقول: إن أخبار وقوع انشقاق القمر في عهد رسول الله (ص) متواترة: ونقل لنا عن كتاب " الميزان ": أن علماء الشيعة ومحدثيهم قد تسلموا الخبر بانشقاق القمر لرسول الله (ص) من غير توقف.
ثم إن هذا البعض قد ناقش في تواتر هذه الأخبار بأن بعض رواتها لم يكونوا موجودين في زمن الانشقاق، مما يعني أنهم نقلوها عن أشخاص آخرين، لا نعرف وثاقتهم، فتكون أخبار آحاد، ولا تثبت هذه الأمور بخبر الواحد.
ونقول:
أ - لا ندري كيف يصبح الحديث المتواتر من أخبار الآحاد، إذا لم تثبت وثاقة بعض رواته؟! فهل يعتبر في الخبر المتواتر وثاقة رواته؟! وهل يعتبر أن يكون جميع الرواة معروفين لدينا أو موجودين في زمن الحادثة؟! حسبما يشير إليه قوله: (لم يكن رواة بعضها موجودين في زمن الانشقاق المفروض، ليكونوا شهودا عليه؛ مما يعني أنهم نقلوه عن أشخاص آخرين، لا نعرف وثاقتهم الأمر الذي قد يجعل منها أخبار آحاد).
وإذا كان رواة بعضها غير موجودين حين حصول الحدث، فإن رواة الباقي المتواتر نقله كانوا موجودين آنئذ.
ومن أين له أن من شروط التواتر هو وثاقة الرواة؟ وأين قرأ ذلك وما الذي دله على هذا فأنكر ما يثبت به؟
ب - إن هذا الأمر، أعني انشقاق القمر، ليس من أصول العقائد، التي يتوقف عليها الإسلام والإيمان، ليحتاج ثبوته إلى القطع واليقين، وإنما هو حدث تاريخي خارق للعادة له مساس بالعقيدة، يثبت بما هو حجة شرعية كأي حدث حصل في التاريخ خارق للعادة ينقل لنا عن النبي (ص) قولا أو فعلا، أو كرامة إلهية له (ص).. فإن مثل هذه الأمور لا تحتاج إلى أكثر من ذلك لا سيما عند هذا الرجل الذي لا ينفك يدعي أنه يلتزم بحجية خبر الواحد من باب طريق العقلاء.
نعم، لو كان ذلك من المعجزات التي يتوقف على إثباتها إثبات نبوة النبي مثلا احتاج ذلك إلى الثبوت القطعي.