الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد " (1).
وقفة قصيرة ونقول:
1 - إن هذا البعض: قد نفى وجود ضرورة تفرض اتصاف الأنبياء بهذه الصفة، أو بتلك، ومن الواضح: أن نفي وجود شئ من هذا القبيل يحتاج إلى الاطلاع على أسرار كل الواقع القائم، ليتمكن من تحديد وجود ضرورة فيه، أو عدم وجودها.
فهل أطلع الله هذا البعض على غيبه، وأوقفه على أسرار خلقه، حتى استطاع أن ينفي وجود ضرورة، تفرض اتصاف الأنبياء بقدرات غير عادية؟!
2 - إن هذا البعض قد حدد المهمات الرسالية للأنبياء، وفق فهمه الخاص للأمور.. واعتبر نفسه قد استوفى المعرفة بكل الأهداف الإلهية من الخلق والخليقة، ومن بعثة الأنبياء.
وعلى هذا الأساس فإن لنا كل الحق في أن نوجه إلى هذا البعض الأسئلة التالية:
إذا كان ما ذكره هو المبدأ والمنتهى، ويبرر له أن يحكم بعدم وجود أية ضرورة تفرض اتصاف النبي (ص) بالقدرات غير العادية.. فلماذا، أو ما هو السر في حدوث الإسراء والمعراج؟!
ولماذا سخر الله الريح والجن، والطير. و.. و.. لسليمان. الخ؟!
ولماذا يرفع الله للنبي والوصي عمودا من نور، فيرى أعمال الخلايق؟!
ولماذا علم الله داود (ع) منطق الطير؟!.
ولماذا وصف الله داود (ع) بذي الأيد، أي القوة؟!.
ولماذا تطوى الأرض للأنبياء وللأئمة عليهم السلام؟!.
ولماذا يطعم النبي الجيش كله من شاة عجفاء يذبحها لهم، مع أن معجزته هي القرآن.؟!.
ولماذا، ولماذا، مما لو أردنا استقصاءه، لملأنا مئات الصفحات بالأسئلة التي