منهجا آخر، وتكونت لديه نظرة أخرى للأنبياء وقد جاءت مقولاته هذه منسجمة مع هذه النظرة وذلك المنهج، فلا يصح قياس أمره عليهم وما ذكرناه عنه في هذا الكتاب خير شاهد على ذلك.
3 - إن قياس هذا البعض سلوك الأنبياء، وتعاملهم مع الناس، ومع الله، ومع أنفسهم، وفي جميع المواقع، على أمر القضاء بين الناس قياس مع الفارق..
فإن الله سبحانه قد شاء أن يعتمد نبيه، ووليه وسائل معينة في القضاء، لأن الاعتماد على الغيب في القضاء وفقا للتحليل التاريخي - حسب مصطلح البعض - من شأنه أن يفسح المجال أمام قضاة السوء، وحكام الجور لأن يدعوا على الناس ما ليس بحق، وتكون حجتهم هي: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد فعل ذلك، ونحن خلفاؤه، ونجلس في موقعه، ونقوم بمهماته، فإذا كان هو يقتل القاتل، ويقيم الحد على السارق، استنادا إلى علمه، ومن دون حاجة إلى شهود فنحن أيضا نفعل ذلك..
فيأخذون الناس بهذا الأمر، ويقتلون من يشاؤون، وينكلون بالناس حسبما يشتهون، ويستفيدون من هذا الغطاء الشرعي - بحسب ظواهر الأمور - لتأكيد سلطانهم، والقضاء على خصومهم ومعارضيهم، وابتزاز الناس في أموالهم، وأعراضهم وومواقفهم، وما إلى ذلك..
وقد يكون هذا مدخلا للقضاء على كل عناصر الفضل والخير والدين، وإبادة قوى الصدق، والإيمان، والصلاح، والتخلص من كل ما يخافون منه..
3 - أما بالنسبة لمعنى الآية، فإننا قد بيناه فيما سبق من هذا الكتاب فراجع..
461 - النبي لا يملك أية مقومات ذاتية كبيرة.
462 - النبي لا يملك أية قدرات شخصية مطلقة.
463 - الدرس الفكري: أن لا نغرق أنفسنا بالأسرار العميقة التي يحاول البعض إحاطة شخصية النبي بها.
464 - يحيطون النبي بالأسرار للإيحاء بأنه يرتفع فوق مستوى البشر.
465 - النبي ليس فوق مستوى البشر في إمكاناته الذاتية.
466 - النبي ليس فوق مستوى البشر في قدراته الكبيرة.
467 - هو فوق البشر بأخلاقه، وخطواته، ومشاريعه المتصلة برسالته.
468 - علينا أن نشعر أن النبي قريب منا بصفاته البشرية التي هي أساس التمثل والاتباع، والاقتداء.
469 - الأبحاث السائرة في هذا الاتجاه، انحراف عن الخط القرآني في دراسة شخصية النبي.