17 - ولا ندري بعد هذا.. متى؟ وكيف؟ تسنى لهذا البعض أن يقرأ التاريخ الصحيح كله للأنبياء..؟
وأين يوجد هذا التاريخ الصحيح؟..
وكيف ميز صحيح هذا التاريخ من سقيمه؟..
ومتى قام بهذه المهمة الشاقة والتي تحتاج إلى عشرات السنين، بل المئات؟
وإذا كان قد قرأ التاريخ الصحيح، فلماذا لم يجد بعض ما صرح به القرآن مما تضمن تحريك الولاية التكوينية؟
وكذلك ما ذكرناه له من مفردات في هذا المورد من هذا الكتاب؟!
وكيف لم يقرأ كيف أن سليمان كان يستخدم الجن: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل، وجفان كالجواب، وقدور راسيات، اعملوا آل داود شكرا، وقليل من عبادي الشكور ((سبأ: 13).
فهل ذلك كله لم يكن فيه أي شيء يعود لسليمان نفسه، حتى الجفان، والقدور، والتماثيل، وغيرها..
والذي كان شياطين الجن يبنونه له، ثم الذي كانوا يستخرجونه له بالغوص في قاع البحار (والشياطين كل بناء وغواص (، وحتى داود حيث ألان الله له الحديد، حين كان يعمل الدروع السابغات، هل كان هو نفسه يستفيد من تلك الدروع في حماية نفسه.
وكيف يثبت أن ذلك كله قد كان بعيدا كل البعد عن إمكانية استفادته الشخصية منه.
18 - أما بالنسبة لقضية نوح، حيث دعا على قومه، فاستجاب الله سبحانه له، فكان الطوفان.. فإن هذا الامر يتعلق بعقوبة الناس على كفرهم، وطغيانهم وظلمهم، وليس ثمة من ضرورة لأن يتولى الأنبياء ذلك بأنفسهم من خلال قدرتهم على التصرف, حيث لم يثبت أن ذلك يدخل في نطاق صلاحيتهم.. بل ربما يكون في إيكال ذلك إليهم إحساس لدى الناس بالقهر وبالجبر بمجرد بعثة الرسل إليهم، ولا تبقى لديهم فرصة للاختيار، حين يشعرون: أنهم أمام أمرين إما الإيمان، أو الموت على يد هذا الرسول نفسه.