طبيعة الدور الذي يقومون به والتحديات التي تواجههم، وهذا هو ما نستوحيه من قوله تعالى في الحكاية عن النبي نوح في خطابه لقومه على ما قصه الله من ذلك في سورة يونس (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ((الأنعام - 50).
وقوله تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم، وأحصى كل شيء عددا ((الجن: 26 - 28).
فإنها ظاهرة في أن الله يمنحهم علم الغيب بما يهئ لهم السبيل لاستقامة أمرهم وسلامة دورهم وحمايتهم من كل ما بين أيديهم وما خلفهم مما هو حاضر عندهم أو غائب عنهم، تأكيدا لبقاء الإشراف الإلهي والسيطرة الربوبية عليهم، بحيث يحتاجونه في كل شيء مما يحدث لهم أو يطرأ عليهم، وهذا ما قد يوحي ببطلان نظرة الولاية التكوينية التي يراها بعض العلماء للأنبياء وللأئمة (عليهم السلام) " (1).
وقفة قصيرة ونعود فنكرر القول، لأن البعض ما فتئ يكرر مقولاته هذه، ويؤكدها ونقول:
1 - من الذي قال لهذا البعض:
" إن الله سبحانه لم يخلق في نبيه طاقة تمكنه من معرفة ما هو غائب.. " وكيف يرفع الله للوصي والولي عمودا من نور فيرى فيه أعمال الخلائق، كما ورد في الرويات (1).
وكيف يمكن تكذيب ما يدل على أن النبي كان يرى من خلفه كما يرى الذي أمامه..
2 - وكيف جزم بأمر دون أن يقدم دليلا يفيد اليقين حسب شروطه هو نفسه في مثل هذه الأمور. أليس النفي يحتاج إلى دليل حسبما قرره هذا البعض نفسه؟
3 - وهل ثبت لديه بشكل قاطع:
" أن الله سبحانه لم يطلع أحدا على غيبه حتى من ارتضاه من رسول ".
ولعله أطلعه على ذلك بواسطة خلق قوة فيه تعرفه الغيب وتوصله اليه، لينفتح عليه باستقلاله في عين أنه بإذن منه، وبإعطاء إلهي كريم.
4 - من الذي حدد له مقدار الغيب الذي يعطيه الله لمن ارتضاه من