وآله) باللغات؛ لأنها إنما تتحدث عن دعواهم: أن هذا القرآن المعجز لهم في بلاغته الفائقة هو من صنع إنسان بعينه، فهو ليس وحيا من الله سبحانه، ولا هو من إنشاء النبي محمد (صلى الله عليه وآله)..
وكأنهم لا يريدون نسبة ذلك إليه، لأن ذلك يستبطن الاعتراف له بالتفوق عليهم، حين قام بما عجزوا هم عنه، كما أنهم يدعون: أن منشئ القرآن هو رجل أعجمي - وربما يقصدون أنه من أهل الكتاب، لأنهم كانوا مبهورين بهم، ويعتبرونهم هم مصدر المعارف الدينية، وينظرون إليهم نظر التلميذ إلى معلمه، وعلى هذا الأساس فإنهم ينسبون ما جاءهم به من معارف دينية، وتفصيلات إيمانية وغيرها إليهم، على اعتبار أنه لابد أن يكون قد أخذه من واحد من هؤلاء.
فجاء الرد القرآني الإلهي على هذه الدعوى الزائفة ليقول: إن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من إنشاء بشر، بل البشر يعجزون عنه، فكيف إذا كان هؤلاء البشر لا يعرفون اللغة العربية، وهذا القرآن لسان عربي مبين؟!.
ولم تتحدث الآية عن أمر الترجمة لما يمليه ذلك الأعجمي على النبي (صلى الله عليه وآله) من أحاديث التوراة والإنجيل.
2 - ما هو المبرر لحكمه بأن النبوة لا تقتضي التفوق المطلق على سائر البشر من غير الأنبياء؟!، فإن النبوة إذا كانت اصطفاء إلهيا، واجتباء ربانيا، فما هو معنى أن يختار الله سبحانه - المفضول ويترك الفاضل؟! كما قرره هذا البعض - حسبما نقلناه عنه في هذا الكتاب - وكيف رجح ذاك على هذا؟!. ما دام أن من يرى لنفسه امتيازا على غيره في أي مجال كان، ولو في مجال اللغات، سيجد في نفسه حالة من الترفع والإباء عن الانقياد وإخلاص الطاعة لذلك الغير الأقل منه، ولن يكون ذلك السخي بكل شيء، حتى بروحه وولده امتثالا لأوامره.
بل سيجد نفسه غاليا ونفيسا لا يدرك الآخرون قيمته، ولذلك يفرطون فيه خصوصا وأن ذلك النبي سيكون معذورا بجهله، الذي إذا فتح بابه فإن احتمالاته سوف ترد في مختلف الشؤون والحالات..
نقول هذا بغض النظر عما يستند إليه علماؤنا من أدلة قاطعة وبراهين