إذ ليس في الآية إلا أن الله سبحانه قد أمر موسى بأن يخرج يده من جيبه لتظهر المعجزة.. وليس فيها: أن لا دور لموسى (ع) فيها.. أو أن له دورا - ليقال: إنه يعيش دور المنفعل أو لا يعيش.
ولنفرض أن الأمر في خصوص هذا المورد كان كذلك أي أن موسى كان يعيش دور المنفعل فيه.. فهل ذلك يدل على نفي وجود أي دور له أو أية قدرات عنده في مختلف الموارد؟!.
21 - وأما عن خوف موسى (ع) من تجربة السحرة، فمن الواضح: أنه لم يكن خوف ضعف، وإنما خاف من أن يؤثر السحرة على عقول الناس، فيضلوهم.
22 - وفيما يتعلق بحيرة موسى (ع) فيما يمكن أن يرد السحرة به التحدي.. فليس لذلك أثر في الآيات القرآنية، وإنما هو رجم بالغيب، يراد به إظهار ضعف موسى (ع)، وفقدانه أية وسيلة لمواجهة كيد السحرة.
23 - وفيما يرتبط بأن موسى كان ينتظر تدخل الله غير العادي لحسم الموقف ورد كيد السحرة، فإنه هو الآخر تخرص ورجم بالغيب، وليس في الآيات أية إشارة إليه، ولا يصح الاستناد إليه في أي استنتاج.
ولا ندري السبب في إقدام هذا البعض على تسويق مثل هذه الأمور.
24 - وأما عن النبي سليمان (ع) فهل يظن هذا البعض أنه قد فتح القسطنطينية حين قال:
" ليس في القصة إلا دعاء واستجابة ربانية أعطته ما يريد من دون أي دور عملي له.. " فهل ثمة من يدعي أن سليمان (ع) هو الذي أوجد هذا الملك لنفسه، وأعطى لنفسه القدرة على تسخير الريح، والجن؟!. أم أن الله هو الذي أعطاه ذلك. وجعل له القدرة على تحريك الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب؟!.
فهل يريد هذا البعض أن لا يطلب الأنبياء من الله ان يعطيهم القدرات التي تمكنهم من القيام بمهامهم الرسالية؟!.
فها نحن نقرأ دعاء إبراهيم (ع): (رب اجعلني مقيم الصلاة، ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعاء ((1).