ويرتبط بالحقيقة المطلقة التي يحلق من خلالها مع الله " (1).
وقفة قصيرة ونقول: إن احتمال عبادة إبراهيم (ع) للكوكب وغيره، مناف للعصمة، ولا يصح إبداؤه في حق المعصومين عموما، ولا يمكن أن يقربه شيء، لا في الطفولة ولا فيما بعدها، على ما هي عليه عقيدة علماء المذهب القطعية، المأخوذة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام، ونحن نشير هنا إلى بعض ما يوضح ذلك، وعدم صحة تفسير الآيات بما فسرها به ذلك البعض.
تفسير الآيات إننا نستفيد من الآيات الكريمة، ما يدل على عدم صحة ما ذكره هذا البعض، فلاحظ ما يلي:
1 - إننا لا نجد أي دليل على أن هذه القضية قد حصلت لإبراهيم في زمان طفولته، بل في الآيات ما يشير إلى خلاف ذلك، وأن ذلك كان في مقام الاحتجاج على قومه.
2 - إن ما يلفت نظرنا أنه حين طلع الصباح على إبراهيم (ع)، ورأى أفول الكوكب وانحسار نوره، لم يتوجه إلى الشمس التي ظهرت له، بل انتظر إلى الليل، ليتوجه إلى القمر، ليخاطبه بذلك الخطاب: (هذا ربي)!! فلما أفل، وطلع الفجر مرة أخرى، وأشرقت الشمس، توجه إليها ليعتقد أنها هي ربه الحقيقي. حسبما شرحه لنا ذلك البعض (!!).
فلماذا تركها في اليوم الأول حين أفول النجم، وانتظر إلى الليل ليعتقد بألوهية القمر دونها؟!. أم أنه قد نام النهار كله من شروق الشمس إلى غروبها، فلم ير الشمس، حتى ولو في ساعة من نهار؟!. أو أنه قد دخل كهفا مظلما، ولم يتذكر وجود الشمس، ولا التفت إليه؟!
3 - إن نفس ذلك البعض يقر بأن إبراهيم (ع) كان يرى الشمس قبل ذلك في سنوات طفولته، وكان يرى القمر والكواكب أيضا - فلماذا لم يعتقد بربوبيتها منذئذ؟!. أو لماذا لم يتساءل عن هذا الأمر؟!. ولماذا لم يدرك