فهل إذا قام البشر بعد أوراق كتاب (وهي مائة) يكون ذلك نسبيا بحيث تكون مائة عند شخص وتسعين عند آخر، باعتبار أن عدها جهد بشري؟!.
وهل يصح أن يقال: إن القول بوحدة الخالق أمر نسبي، فقد يقول مجتهد إنه واحد، ويقول الآخر: إنه أكثر من واحد؟!
وحيث يبذل جهد لإثبات نبوة النبي، فهل تكون هذه النبوة نسبية، وكيف؟!
وهل استنباط حرمة الكذب وكذلك حرمة الزنا يجعل هذه الحرمة نسبية؟! وكيف؟! وكذلك الحال بالنسبة لاستنباط حرمة الخيانة.. وحرمة الظلم، وحرمة المخدرات؟! وما إلى ذلك..
16 - المشكلة أن الكثير من الفقهاء يقولون: لا دليل يدلنا على مقاصد الشريعة.
17 - المسألة ترتبط بالمصداق الذي يحقق المفهوم، والثبوت.
18 - ربما أضعنا بسبب ذلك الكثير من مقاصد الشريعة في كثير من الفتاوي..
19 - ضياع المقاصد هي فتاوي يكون الحكم الشرعي فيها جسدا بلا روح.
20 - حفظ المقاصد يحتاج إلى دقة في الإجتهاد.
سئل البعض:
ما المقصود بمقاصد الشريعة، وهل إغفالها كشرط للاجتهاد أدى إلى ما يسمى بالحيل الشرعية؟!
وهل هي أساسا شرط للاجتهاد؟.
فأجاب:
" المقاصد (كذا) الشريعة تمثل منطلقات الشرع في أحكامه، أو ما يسمى بعلل التشريع أو ملاكاته. وهو ما يريد الله سبحانه وتعالى للإنسان أن يحققه من أهداف في حياته، من خلال التزامه بهذا الحكم الشرعي أو ذاك.
كما نلاحظ مثلا أن الله تبارك وتعالى يحدثنا عن الصلاة بقوله: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ((العنكبوت / 45) فالنهي عن الفحشاء والمنكر هو من مقاصد تشريع الصلاة، ولذا ورد في الحديث الشريف: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا.
كما أن مقصد الصوم هو التقوى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (البقرة / 183).