وقتلت لولا أني خلصتك، أي لولا تداركي لك لهلكت، ولولا تخليصي لك لقتلت، وقال الشاعر:
فلا يدعني قومي ليوم كريهة لئن لم أعجل طعنه لم أعجل وقال الآخر:
ولا يدعني قومي صريحا لحرة لئن كنت مقتولا ويسلم عامر فقدم جواب (لئن) في كلا البيتين.
ومما يشهد على ذلك أنهم يقولون: (قد كان زيد قام لولا كذا كذا (و) قد كنت قمت لولا كذا (و) قد كنت قصدتك لولا أن صدني فلان) وإن لم يقع قيام ولا قصد، وهذا هو الذي يشبه الآية.
وخلاصة الأمر: أن في الآية شرطا، ويحتاج إلى جواب، وليس تقديم جواب (لولا) بأبعد من حذف الجواب من الأساس..
وإذا جاز عندهم الحذف - لئلا يلزمهم تقديم الجواب - جاز لغيرهم تقديم الجواب حتى لا يلزم الحذف.
تذكير إن الملفت للنظر هنا: أن أبا علي الجبائي المعتزلي - تبعا لغيره - هم أصحاب مقولة: أن معنى هم بها اشتهاها، ومال طبعه إلى ما دعته إليه.. وقد روي هذا التأويل عن الحسن البصري، من علماء العامة أيضا.
قال المرتضى رحمه الله: (ويجب على هذا الوجه أن يكون قوله تعالى:
(لولا أن رأى برهان ربه (، متعلقا بمحذوف، كأنه قال: لولا أن رأى برهان ربه لعزم أو فعل) انتهى (1).
هذا مع أن قوله تعالى: (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كانت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين (، يدل على صحة تقديم لولا عليها.
378 - لعل يوسف نسي أهله بعد انقطاع أخبارهم.
379 - لعل أهل يوسف قد نسوه بعد انقطاع أخباره.
380 - رؤية يوسف لإخوته كانت بمثابة الصدمة له.