عليه.. أما طبيعة الكلمات فقد اختلف المفسرون فيها، ولكن الأقرب إلى الذهن هو ما حدثنا عنه القرآن في سورة الأعراف في قوله تعالى: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) (الأعراف / 23).
إنه الشعور العميق بطبيعة الخطأ وعلاقته بنفس الخاطئ وحياته وانعكاساته على قضية مصيره فليست القضية متصلة بالله باعتبارها شيئا يسيء إليه أو يمس سلطانه، ولكنها متصلة بالموقف الإنساني من الله بقدر علاقته بموقفه من مصلحة نفسه، مما يجعل من بقاء الذنب في موقعه خسارة كبيرة للإنسان في الدنيا والآخرة، ويكون طلب المغفرة والرحمة منطلقا من الرفض الكبير للمصير الخاسر. فلا خسارة أعظم من خسارة الإنسان علاقة القرب إلى الله لأنه يخسر بذلك امتداده الإنساني في الطريق المستقيم (1).
وقفة قصيرة 1 - إننا لا نريد أن نعلق على كل ما ورد في الصفحات المتقدمة حول آدم عليه السلام، ولا سيما قوله: إن شخصية آدم بريئة وساذجة. وهو الأمر الذي أكده من جديد في محاضرته في قاعة الجنان بتاريخ 20 جمادى الثانية 1418 ه وطبعت بعنوان: الزهراء المعصومة النموذج للمرأة العالمية، ط سنة 1997 ص 50. وليعلم القارئ الكريم أن ما تركناه من أقاويل هذا الرجل المشتملة على أمثال ما ذكر هنا، هو أكثر مما أوردناه في هذا الموضع من الكتاب.
2 - إن هذا البعض قد ذكر في ما نقلناه عنه: أن الله سبحانه أراد أن يضع الإنسان أمام بداية الخلق، ليعيش التصور الإسلامي عن تكريم الله للإنسان.
ولكن ليت شعري أي تكريم هذا الذي يتحدث عنه هذا البعض، وهو نفسه يقدم لنا في كتابه (من وحي القرآن) بل وسائر كتبه - التي جدد التزامه بكل ما أورده فيها في محاضرته المشار إليها في قاعة الجنان - أوصافا وأفعالا ينسبها إلى الأنبياء ما يقزز النفس، ويثير الغثيان، ويبعث على القرف، حتى ليتمنى أي إنسان عادي لو أن الله خلق شيئا آخر بدلا عن هذا الإنسان الأضحوكة والمسخرة والساقط والمهان. وإن ما ذكرناه هنا وفي مواضع أخرى من هذا الكتاب يكفي للدلالة على نوع الأفكار التي يقدمها هذا