وقفة قصيرة ونقول إننا نسجل على ما تقدم ما يلي:
1 - إنه لا يصح تسخيف أمور غيبية، والتقليل من أهميتها بهذه الطريقة، ما دام أن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) هم الذين تصدوا لبيانها، أو يحتمل ذلك على الأقل..
فإن كل ما قاله الأئمة المعصومون والأنبياء المكرمون لنا أو يحتمل أنهم قالوه، لا يمكن تسخيفه، أو التقليل من أهميته لا بهذه الطريقة، ولا بغيرها..
خصوصا، وأن فتح هذا الباب سيؤدي إلى انحسار الثقافة الغيبية، فيما يرتبط بالله سبحانه، وبمعرفة أنبيائه، وأوليائه وأصفيائه، وبكثير من حقائق الدين والإيمان.
ولسوف يؤثر ذلك بطريقة أو بأخرى في إضعاف الارتباط بهذه المواقع الإيمانية، ويضعف من ثم حوافز كثيرة ذات مناح مختلفة تؤثر في السلوك وفي المواقف، وفي مستوى وعي الحقائق الإيمانية بصورة عامة.
والخلاصة:
إن النصوص التي تتحدث عن زواج السيدة الزهراء، وعن جوانبه الغيبية، وعن احتفالات السماء بزواجها وعن خصوصيات غير عادية في شخصيتها، وعن أنها (عليها السلام) كانت نورا معلقا في ساق العرش أو نورا محدقا بالعرش قبل خلق الخلق، وغير ذلك.. هي من العلوم التي تنفع من يعلمها، ويضر جهلها من جهلها، ولولا ذلك لم يبادر المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إلى تعليمنا إياها.. فإنه ليس بالذي يلعب معنا في مثل هذه الأمور، ولا في غيرها.
2 - إن النصوص التي تتحدث عن امتياز الزهراء بأمور ليست لسواها هي من الكثرة بحيث تثبت هذا الامتياز لها عليها السلام - حتى ليكون إنكار ذلك جريمة كبيرة في مستوى إنكار حقيقة جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ومهما يكن من أمر، فإن كل هذه الغيوب المرتبطة بالزهراء (عليها السلام) هي كغيرها من مفردات الغيب الكثيرة، جزء من هذا الدين، ولها دورها وأهميتها البالغة في صياغة الشخصية الإيمانية، والإنسانية، والرسالية بما لها من خصائص تتبلور من خلالها الشخصية الإسلامية الحقيقية..