10 - ولو سلمنا: أن التأملات والملكات الفكرية تجعله عالما، فإن علم الأنبياء يصبح منوطا بمراتبهم المعنوية، فهي التي تؤهلهم لخوارق العادات، حتى مثل الإتيان بعرش بلقيس، بإذن الله.. وما إلى ذلك مع أن النص القرآني يقول: (عنده علم من الكتاب (مما يشير إلى أن هذا العلم الذي حصل عليه من الكتاب، لا من التأمل، هو الذي مكنه من الإتيان بالعرش من اليمن إلى بيت المقدس.
11 - لا ندري لماذا فقد النبي (صلى الله عليه وآله) هذه المعرفة.. وقد كان حريا بأن يكون عالما بالشيء الكثير من ذلك، ولو من خلال معاشرته لجده عبد المطلب، وعمه أبي طالب، وسواهما من الناس الذين عرفوا شيئا من تواريخ الأنبياء السابقين، وما عرفوه وألموا به من تعاليم الأديان السماوية..
450 - قبل البعثة لا تجربة ثقافية للنبي (ص).
451 - عناوين الشك في شخصية النبي (ص).
يقول البعض:
" عندما ندرس حياة النبي تبدو لنا هذه الحياة بسيطة، ليست فيها أية حالة ثقافية، وإن القرآن كان أمينا في نقل الأفكار المضادة تماما كما هو أمين في نقل الأفكار المناصرة، لقد استطاع القرآن أن يحدثنا بأمانة عن عناوين الشك في شخصية النبي الذي لم يستطع أن يحصل تجربة ثقافية كافية قبل النبوة أو اية معلومات تاريخية يستطيع من خلالها التأثر بما قبله من الأنبياء " (1).
وقفة قصيرة ونقول إن النبي قد كان نبيا منذ صغره، ولقد قرن الله به (ص) من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره (2).
وعلى هذا الأساس، فإنه لولا هذا الوحي الإلهي، وهذا الملك المسدد له، فإنه (ص) لم يكن يدري ما الكتاب ولا الإيمان، قال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) وذلك هو معنى قوله