والشياطين كل بناء وغواص. وآخرين مقرنين في الأصفاد. هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب. وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) (1).
وقفة قصيرة إننا بالنسبة إلى الآيات الشريفة، نذكر القارئ بما يلي:
1 - قال السيد المرتضى: ظاهر الآية لا يدل على إضافة قبيح إلى النبي، والرواية إذا كانت مخالفة لما تقتضيه الأدلة لا يلتفت إليها لو كانت قوية ظاهرة فكيف إذا كانت ضعيفة واهية (2).
2 - وإذا رجعنا إلى الآيات الكريمة نفسها نجدها تصرح بان عرض الخيل على سليمان (ع) قد كان بالعشي، ولا دلالة فيها على أن العرض قد حصل في حين كانت الشمس ظاهرة..
3 - إن ضمير ردوها يرجع إلى الصافنات (وهي الخيل) وكذلك ضمير توارت بالحجاب، فما معنى إرجاع الضمير إلى الشمس، وهي لم تذكر في الكلام..
4 - إن عبارة (أحببت حب الخير) قد أريد به بيان نوع الحب الذي أحبه، فهو لم يحب حب الشهوات، أو حب الدنيا الذي هو باطل وغير مشروع، بل كان حبه من نوع حب الخير، إذن، فليست كلمة (حب الخير) مفعولا به (لأحببت).
وقوله (عن ذكر ربي) بيان لمنشأ ذلك الحب، وأنه حب ناشئ عن ذكر الله سبحانه..
5 - إن قول سليمان (ع): (إني أحببت) الآية.. قد جاء تفريعا بالفاء على قوله (عرضت).. أي أن الخيل عرضت عليه فقال هذا القول، ولعله ليدفع أي تصور خاطئ عنه يريد أن يتهمه بان استعراضه للخيل قد كان من منطلق حب الهوى وحب الدنيا ولذاتها، فأوضح لهم سليمان (ع) أن الأمر ليس كذلك، بل هو من منطلق حب آخر، هو حب الخير، وتقوية الدين، لأن الخيل من أهم وسائل الجهاد، ومن أسباب القوة للمؤمنين على أعدائهم.