وصفه بأنه اجتهاد، ثم ذكر أن نفس هذا التفسير منقول عن الإمام الصادق (ع)، ولكنه وصفه بأنه (استيحاء) من قبل الإمام.
ومعنى ذلك هو أنه يلطف التعبير بالنسبة للأئمة عليهم السلام.
وربما يمكن تأييد ذلك: بأنه هو نفسه يرى أن باستطاعته أن يستوحي القرآن كما كان الأئمة عليهم السلام يستوحونه، (1) فإن كان يريد بالإستيحاء غير الإجتهاد فلابد أن يبين لنا معناه، لنعرف كيف نتعامل معه، فإن كان هذا الأمر من مختصاتهم (ع) فلم ادعاه هو لنفسه؟! فهل إن الله سبحانه وتعالى قد خصه بذلك إلى جانبهم، فادعى لنفسه أم لهم وله أيضا؟! وكيف يمكنه أن يثبت لنا ذلك؟!
وإن كان الإستيحاء هو نفس الإجتهاد، خرجنا بنتيجة، حبذا لو لم تتراء لنا من كلامه، لا سيما وأنه لم يزل يكرر على الناس قوله: إن الأئمة رواة لما عند رسول الله (ص). فإن نسبة الإجتهاد إليهم عليهم السلام أمر مرفوض جملة وتفصيلا، بل ما عندهم هو علم من لدن عليم حكيم.
هذا، ولا يفوتنا التنبيه على أنه حيث نسب الإستيحاء إلى نفسه، وفسر التأويل به، فقد نسب لنفسه تأويل القرآن، وعد نفسه من جملة الراسخين في العلم الذين يقول تعالى عنهم: (ولا يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم)، مع أن روايات أهل البيت عليهم السلام وقراءتهم للآية تدل على أن ذلك من مختصاتهم عليهم السلام.
الثانية: إننا لم نفهم المراد من (ما يشبه الإستيحاء) الذي نسبه إلى الأئمة (ع)، فهل يريد به الإجتهاد في التطبيق للمفهوم العام على موارده، فهذا لا يصح نسبته إلى الإمام كما هو معلوم، أم أنه يقصد به شيئا آخر؟
حبذا لو أوضح لنا ذلك لننظر فيه أيضا.
الثالثة: إن الإمام (عليه السلام) يقول في الرواية المتقدم ذكرها في كلام هذا البعض: تأويلها الأعظم كذا.. وهذا البعض يعتبر هذا استيحاء، ثم يرى لنفسه الحق في استيحاء القرآن كما كان الأئمة يستوحونه!!
86 - التأويل هو الإستيحاء للمعنى من خلال التقاء المعاني في الأهداف.
87 - التأويل لا يعني المعنى الباطن للكلمة.