401 - يونس لم يصبر لتبلغ الرسالة مداها في تحقيق شروط النجاح، أو نهاية التجربة.
402 - ليس ضروريا أن يكون الاستسلام للضعف في حجم المعصية.
ويقول البعض:
" من إيحاءات الآية: وقد نستوحي من هذه الوصية للنبي أن لا يكون كصاحب الحوت الذي ضاق صدره بتكذيب قومه، فاستعجل العذاب لهم، ولم يصبر على الامتداد في تبليغ الرسالة لتبلغ مداها في تحقيق شروط النجاح أو نهاية التجربة.
قد نستوحي من ذلك، أن الأنبياء يستسلمون لنقاط الضعف البشري تبعا لدرجاتهم.. وقد لا يكون من الضروري أن يكون ذلك في حجم المعصية، لأنهم ربما انطلقوا من معطيات إيمانية في الغضب لله ولرسوله ولكن ذلك يعني أن درجاتهم في الكمال تتفاوت حسب تفاوت مواقعهم الإيمانية الروحية " (1).
وقفة قصيرة قد شرحنا هذه الآيات فيما مضى من هذا الكتاب.. وأوضحنا أن الحديث فيها عن صبر يونس لا يتجه إلى اتهام يونس بالاستسلام للضعف البشري وعدم صبره إلى أن تبلغ الرسالة مداها في تحقيق شروط النجاح أو نهاية التجربة ليقول لنا البعض بعد ذلك: هل إن ذلك في حجم المعصية أم لا؟.
1 - ولكن الذي لفت نظرنا هنا هو قول هذا الرجل:
" قد لا يكون من الضروري أن يكون ذلك في حجم المعصية، لأنهم ربما انطلقوا من معطيات إيمانية الخ.. ".
فإن هذا الكلام يستبطن احتمال المعصية في حق يونس عليه السلام كما يفهم من قوله:
" قد لا يكون من الضروري!! ".
وقوله:
" لأنهم ربما انطلقوا ".
وهذا الأمر مرفوض في حق الأنبياء حتى على مستوى الاحتمال.
2 - ولفت نظرنا أيضا: ما أطلقه في حق الأنبياء من أن استسلامهم لنقاط الضعف البشري يكون تبعا لدرجاتهم.