تحقيق وتفصيل، فإننا سوف نقتصر على الإلماح إلى ثلاث نقاط، آثرنا الوقوف عندها، وهي التالية:
1 - إن هذا الرجل قد حاول أن ينكر بطون القرآن - واعتبرها من المحاولات التفسيرية لبعضهم - وقد برهن على مدعاه هذا بمقولة أن القرآن قد أنزل على طريقة العرب في التعبير، ليفهمه الجميع بشكل طبيعي، من دون أن يكون فيه أي إشارات رمزية إلخ..
2 - قوله:
" بل التأويل يمثل عملية الإستيحاء للمعنى من خلال التقاء المعاني ببعضها في الأهداف التي يستهدفها القرآن، في القضايا التي يثيرها أمام الناس، والمفاهيم التي يريد أن يوحيها إليهم. " 3 - ثم إنه قد ذكر في مناسبات عديدة أن الأئمة عليهم السلام كانوا يستوحون القرآن، وعقب على ذلك في بعض الموارد بقوله:
" أعتقد أننا يجب أن نستوحي القرآن كما كان الأئمة يستوحونه " (1).
ونحن نرى ذلك كله إخلالا في جهات هامة، حبذا لو سنحت الفرصة لنا للتوسع في الحديث عنها وفيها، لا سيما بعد أن عرفنا أنه يقصد بالإستيحاء: " الإجتهاد "، غير أن علينا أن نتوقف قليلا أمام تبسيطه القضايا إلى حد يجعل من فهم القرآن أمرا طبيعيا حيث يقول: فإنه قد نزل على طريقة العرب في التعبير، ليفهمه الجميع بشكل طبيعي.. إذ إن الأمر ليس بهذه البساطة التي يدعيها، لأنا نبقى جميعا وبلا استثناء بحاجة إلى النبي (ص)، وإلى الامام (ع) ليفسر لنا القرآن ويبقى أكثر الناس بحاجة إلى العلماء ليفسروا لهم ما يمكنهم تفسيره. كما أن في القرآن آيات لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم، الذين هم الأنبياء والأوصياء، فليس التأويل الذي يعلمه الإمام مجرد عملية استيحاء للمعنى، بل هو علم من ذي علم، على حد تعبيرهم عليهم السلام.
بطون القرآن والإستيحاء والتأويل وعن (أن للقرآن بطونا) نقول:
قد صرحت الروايات المتواترة بذلك، فلا معنى لإنكار ذلك. ولا صحة