صحيح ومشروع، فلازم ذلك أن لا يكون فعل النبي حجة، مع أن من المسلم به: أن سيرة المعصومين بأجمعهم حجة وطريق إلى أحكام الله تعالى.. هذا كله عدا عما تقدم في مختلف العناوين التي استخلصناها من كلمات ذلك البعض فلتراجع.
وسنتحدث بإيجاز بعد الفقرة التالية عن حقيقة موقفي هارون (ع) وموسى (ع) حيث سيظهر: أن الآيات تدل على خلاف ما ينسبه هذا البعض إلى أنبياء الله سبحانه، فانتظر.
306 - إختلاف نبيين في الرأي في مسألة واحدة.
307 - موسى (ع) يغضب لله سبحانه على هارون (ع).
308 - موسى (ع) يحمل هارون مسؤولية ضلال قومه.
309 - هارون (ع) يتساهل مع قومه وموسى يعنف.
310 - موسى (ع) يشعر بالحرج مما صدر منه.
311 - لو احتاط موسى وهارون لكانت النتائج أفضل.
312 - خطأ موسى أو هارون (ع) في تقدير الموقف.
313 - مرة أخرى العصمة لا تمنع من الخطأ في تقدير الأمور.
314 - الجهل المركب لدى الأنبياء (ع).. ثانية.
315 - لا يفهم العصمة بالطريقة الغيبية.
316 - هارون (ع) مقصر لكنه ليس بعاص.
ويقول ذلك البعض:
" وأخذ برأس أخيه يجره إليه، في تعبير صارخ عن الحالة النفسية التي كان يعيشها موسى إزاء ما حدث،.. وربما تحدث الكثيرون عن مبدأ العصمة في شخصيته كنبي.. وعن التساؤل الإيماني، في مدى انسجام هذا التصرف الغاضب مع هذا المبدأ.. ولكننا لا نجد هناك تنافيا بينهما إذا أردنا أن نأخذ القضية ببساطة تحليلية بعيدا عن التعقيد والتكلف.. فموسى بشر يغضب كما يغضب البشر، ولكن الفرق بينه وبينهم، أن لغضبه ضوابط في التصرفات، فلا يتصرف بما لا يرضي الله وفي الدوافع فلا يغضب إلا لما يرضاه الله.. وقد غضب على قومه لله.. وعلى أخيه هارون لنفس الغرض.. لأنه اعتبره مسؤولا عما حدث، من خلل التساهل معهم، وعدم ممارسة الضغط الشديد عليهم، ومنعهم من ذلك، فقد كان تقديره، أن رفع درجة الضغط يمكن أن تساهم في منع ما حدث.. ما لم يقم به هارون.. فكان موسى منسجما مع نفسه، ومع دوره، وصفته.. فيما اتخذه من إجراء مع هارون.. ولكن هارون كان له رأي آخر.. فقد وقف ضدهم، وواجههم بكل الوسائل التي يملكها في الضغط