المقارنة الثالثة قال البعض في كتاب تأملات إسلامية حول المرأة، وهو يتحدث عن مريم عليها السلام التي اصطفاها الله للروحانية التي تميزها، وسلوكها في طاعة الله، ما يلي:
".. وإذا كان الله قد وجهها من خلال الروح الذي أرسله إليها، فإن ذلك لا يمثل حالة غيبية في الذات، بل يمثل لطفا إلهيا في التوجيه العملي، والتثبيت الروحي، على أساس ممارستها الطبيعية للموقف في هذا الخط، من خلال عناصرها الشخصية الإنسانية، التي كانت تعاني من نقاط الضعف الإنساني في داخلها، تماما كما هي المسألة في الرجل في الحالات المماثلة.. " (1).
ولكنه قال في كتاب: الزهراء القدوة:
" وعندما تحدثنا في تأملات إسلامية حول المرأة (2) عن أن الزهراء (ع) كما مريم (ع) وآسية بنت مزاحم ليست بامرأة عادية، فلم يكن في ذلك الكلام إشعار بنفي كرامات الزهراء وعصمتها، كيف وقد أشرنا في تلك الصفحة نفسها إلى أن الله سبحانه منح بعض تلك النسوة العظيمات من ألطافه ما يسددهن، ويثبتهن روحيا وعمليا، وإنما كان ذلك الكلام يرمي كما يشهد به صدره وذيله أنها (ع) لم تكن إلا بشرا وتحمل خصائص سائر النساء كما كان رسول الله (ص) بشرا ويحمل خصائص الرجال (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ((الكهف: 110) وإلا لو لم يكن رسول الله بشرا، وكذلك الأنبياء والأئمة والزهراء - عليهم جميعا سلام الله، لما كان لهم فضل على سائر الناس، ولما كان هناك معنى للاقتداء بهم (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ((الأنعام: 9) فعظمة هؤلاء وقيمتهم أنهم بشر وليسوا ملائكة ولكنهم بإرادتهم وقداستهم أرفع شأنا عند الله من الملائكة.. ولهذا علينا عندما نقدم الزهراء (عليها السلام) أو نقدم آل البيت (ع)، أن لا نقدمهم بطريقة توحي بأنهم ملائكة أو أنهم غيب من الغيب، لأننا وإن كنا نعتقد أن الغيب يمثل الأساس في عقيدتنا، ولكن إرادة الله قضت أن يكون المثل الأعلى للناس والهادي لهم من الضلالة من جنسهم (قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ((الإسراء / 93) (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ((الجمعة: 2) " (3).