الطريق على ردها وتكذيبها.
وقد تقدم في أوائل هذا الفصل ما ينفع هنا فليراجع.
وإذا كان سبب حكمه على هذه الأحاديث بأنها مبالغة هو أنها لن تثير في نفسه المعرفة التفصيلية، فهل يصلح هذا مبررا لإصدار حكمه هذا عليها؟.
وهل إن كل ما لا نستطيع معرفته بالتفصيل تطرح معرفته الإجمالية ويحكم عليه بأنه مبالغات؟
وهل نستطيع أن نجري هذه القاعدة حتى بالنسبة إلى ما ورد في القرآن من حديث عن أمور لا نملك معرفة تفصيلية فيها؟!.. كما صرح هو نفسه بهذا الأمر في موارد تعد بالعشرات في كتابه (من وحي القرآن)، حيث يطلب باستمرار أن نجمل ما أجمله القرآن، ولا نرجع إلى التفاصيل التي تكفل بها الحديث الشريف.. فهل تعتبر تلك الموارد القرآنية من أحاديث المبالغة؟ فنطرح ما علمناه منها بالإجمال؟!.
102 - الدور الرسالي.. يفجر المشكلة من الداخل، ويحولها إلى صراع يثير النزاع والخلاف والإهتزاز..
ويقول البعض:
" ذلك لأن الدور الرسالي يمثل إرادة التغيير في المفاهيم والوسائل والأهداف.. وتفجير المشكلة من الداخل وتحويلها إلى حالة صراع يثير النزاع والخلاف والإهتزاز وتجاذب المواقف.. من أجل أن تكون النتائج النهائية خاضعة لعملية غربلة وتقييم وتفتيت للواقع الذي يراد تغييره.. لئلا تبقى الرواسب الماضية عقبة نفسية أمام التغيير الداخلي الذي يفسح المجال لتغيير الواقع.. وهكذا أراد الله لرسوله (ص) أن يتجاوز كل المخاوف التي قد تعطل الحركة وتمنع المبادرة وتربك المسيرة.. يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك.. " (1).
وقفة قصيرة لا نريد أن نتهم هذا البعض بأنه يريد التسويق للفكرة التي تقول: " إن كل شيء يحمل نقيضه في داخله ".
ولكننا نقول: إننا لا نتفاعل كثيرا مع قوله: إن الدور الرسالي يعمل على تفجير المشكلة من الداخل وتحويلها إلى حالة صراع يثير النزاع والخلاف والاهتزاز.. فهل