352 - موسى (ع) يقول لربه: لا فائدة من إرسالي لأن النتيجة معلومة.
353 - إحتباس كلام موسى (ع) يمنعه من الحوار والجدال بالكلمات القوية.
354 - إحتباس كلام موسى (ع) يمنعه من الأسلوب اللبق.
355 - موسى (ع) يعاني من نقص في الصفات التي يحتاج إليها.
ويقول هذا البعض:
".. (قال رب إني أخاف أن يكذبون) لأنني أعرف فيهم الطغيان الذي يمنعهم من الإذعان بالرسالة ويدفعهم إلى احتقار الناس من حولهم، ممن هم دونهم في الطبقة الاجتماعية، الأمر الذي يدعوهم إلى تكذيبي فيما أبلغهم من رسالاتك.. فلا فائدة من إرسالي إليهم لأن النتيجة معلومة بالرفض (ويضيق صدري) في مواجهة الضغط الذي أتعرض له منهم، مما لا أستطيع تحمله في قدرتي الذاتية (ولا ينطلق لساني) فيما أعانيه من حالات احتباس الكلام، مما لا يسمح لي المجال معه - بالحوار والجدال، وإدارة الصراع بالكلمات القوية، والأسلوب اللبق (فأرسل إلى هارون) ليكون عونا لي على أداء الرسالة، لما يتميز به من صفات تسد النقص الذي يعاني منه كفصاحة اللسان ونحوها (ولهم علي ذنب) فقد قتلت شخصا منهم (فأخاف أن يقتلون) ثأرا له " (1).
وقفة قصيرة إن هذا البعض قد لا يكون الوحيد الذي فسر الآيات بهذه الطريقة. ولكننا نسجل عليه وهو داعية دراسة الأمور بعقلانية وموضوعية، ما يلي:
1 - إن هذا البعض يقول: إن احتباس الكلام لدى موسى كان إلى درجة لا يسمح له بإدارة الصراع بالأسلوب اللبق.
كما أن هذا الإحتباس قد بلغ حدا لا يسمح له بالحوار والجدال.
ولا ندري كيف استطاع عليه السلام أن يحاور فرعون حينما واجهه بالدعوة التي انتهت بجمع السحرة في يوم الزينة؟ وكيف استطاع أن يحاور بني إسرائيل في شأن البقرة وغيرها؟ بل كيف استطاع تأدية الرسالة التي بعث من أجلها لا سيما أن هارون الذي أرسل ليسد النقص الموجود عند موسى - كما يزعم هذا البعض - قد توفي قبل موسى (ع)، فماذا صنع موسى (ع) بنقصه الذي يعاني؟ ومن الذي قام مقام هارون في هذا الأمر؟