بأحوالها. فسيخرج بتصور مغاير تماما للصورة الحقيقية لهم (عليهم السلام)، وذلك حين يجده يصورهم على أنهم يرتكبون من الكبائر ما ينقصم الظهر لكل واحدة منها.. وسيجد أن غرائزهم وأهواءهم تقودهم إلى ارتكاب الجرائم الخطيرة.. وما إلى ذلك..
ولكن - للأسف - فإن هذا البعض ليس فقط لم يبادر إلى إصلاح ظواهر تعابيره - بل ذهب ليتلمس التأويلات البعيدة، وغير المقبولة.. والغائمة.. فكان أن زاد الطين بلة والخرق اتساعا..
ولا نريد أن نقول هنا أكثر من هذا، ولبحث وبيان فساد تلك التأويلات والتوجيهات موضع آخر إن شاء الله.
واللافت: أن هذا البعض ليس فقط لا يتعامل مع الأنبياء والأوصياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بما يليق بشأنهم من التوقير والاحترام.
وإنما هو يظهر إلى جانب ذلك من الإكرام والاحترام والمجاملة لأهل الضلال، ومن بشاشة ولطف وانعطاف تجاه الفساق والمنحرفين والمنحطين إلى الدرك الأسفل، ممن عملهم دائب في سبيل محق دين محمد (صلى الله عليه وآله). ما يثير العجب. إن ذلك لا يقاس بما يظهر من ذلك البعض تجاه أهل الإيمان، حيث إنه حين تصل النوبة إليهم، فإن الأمر يتخذ منحى خطيرا في نقده اللاذع والمغرق في القسوة والبالغ في الشدة والحدة، بل إن هذه الشدة والحدة والقسوة البالغة منه لم يسلم منها حتى الأنبياء.
ومهما يكن من أمر، فإننا قد ذكرنا شطرا من كلماته التي تضمنت طائفة من تعابيره فيما يتعلق بأمير المؤمنين عليه السلام في هذا الكتاب عسى أن تكون كافية في إيضاح المقصود.
كيف نفسر أدعية الأئمة والأنبياء (ع) وقد حاول هذا البعض أن يفسر أدعيتهم عليهم السلام بما ينسجم مع الأفكار التي يحملها عنهم.. الأمر الذي دعانا إلى إعطاء مفردات موجزة تسهل على القارئ معرفة الوجه والمنحى الصحيح لتلك التعابير من حيث انسجامها مع واقع العصمة لهم صلوات الله وسلامه عليهم.
ويمكن بيان حقيقة الأمر فيما يرتبط بالدعاء الصادر عن المعصومين مما