" أن يكون ما يحصل في أوقات التحدي ليس من قدرة الأنبياء، ولكنها قدرة الله مباشرة.. ".
نقول:
إن ذلك لا ينسجم مع قوله تعالى: (أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فأنفخ فيه، فيكون طيرا بإذن الله (.
(وأبرئ الأكمه، والأبرص، وأحيي الموتى بإذن الله.. ((آل عمران: 49) وقوله تعالى ناسبا العمل إلى عيسى (عليه السلام): (وتبرئ الأكمه والأبرص ((المائدة: 100)، وقول آصف بن برخيا: (أنا آتيك به.. (وغير ذلك مما يدل على نسبة الفعل إلى فاعله، لأن الله سبحانه قد أجراه على يد عيسى، وآصف بن برخيا، من دون أن يكون ذلك باختيارهما بحيث لا يصحح النسبة إليهما (عليهما السلام) والحال هذه إلا على أساس نظرية الكسب، التي جاء بها الأشعري.. والتي تقول: إن الله سبحانه يخلق قدرة الإنسان حين صدور الفعل من الله سبحانه، ولكنها ليس لها أي تأثير في الفعل نفسه، بل التأثير منحصر بالله سبحانه (1).
وتكون هذه القدرة بمثابة الحجر في جنب الإنسان!!.
14 - إن الإذن الإلهي في الفعل لا ينافي الاختيار، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ((2) فإن الإيمان ليس أمرا إجباريا.
وقال تعالى: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ((3).
والآيات في هذا المجال كثيرة.
15 - وعن استعمال الأنبياء الولاية التكوينية في حماية أنفسهم من الأخطار، وفي رسالتهم.. نقول:
لا ريب في أنهم قد استعملوها في خدمة الرسالة.. وقد أشرنا إلى ذلك فيما ذكرناه آنفا فلا نعيد.
16 - وأما بالنسبة: