حطوم، خير من سلطان ظلوم، وسلطان ظلوم، خير من فتنة تدوم) (1).
وقد اتضح أيضا أن وجود الإمام المعصوم في كل عصر وزمان أمر حتمي وضروري حتى ولو كان غائبا ومستورا، لأن هذا الإمام يحفظ ويرعى كثيرا من المواقع والمواضع في هذا الكون المسخر للإنسان، والتي لولا حفظه ورعايته (ع) لها وقعت الكارثة، كما أنه لولاه لساخت الأرض بأهلها، كما ورد في الروايات المعتبرة.
وبذلك نعرف السر في أن الروايات قد ذكرت: (أنه لو بقيت الأرض بغير إمام)، أو (لو أن الإمام رفع من الأرض ولو ساعة لساخت بأهلها، وماجت كما يموج البحر بأهله) (2).
وأصبح واضحا معنى الرواية التي تقول: (وأما وجه انتفاع الناس بي في غيبتي فكالشمس إذا جللها عن الأنظار السحاب).
واتضح أيضا سر معرفة الأئمة بعلوم الأنبياء، وسر أنهم يعلمون إذا أرادوا، وسر معرفتهم بألسنة جميع البشر وبألسنة أصناف الحيوان أيضا (3) إلى غير ذلك من خصائص وتفصيلات علومهم (عليهم السلام) وفي حدود ولايتهم ورعايتهم لهذا الإنسان في هذا الكون الأرحب (4).
وبذلك يتضح أنه لا مناص من الالتزام بالولاية التكوينية للأنبياء وأوصيائهم (ع).
إيضاح لا بد منه ولكي تصبح الفكرة أكثر وضوحا فيما يرتبط بالمعجزات والكرامات نقول: هناك معجزات وكرامات في اتجاهات ثلاثة:
الأول: معجزات وخوارق للعادات قد ظهرت للنبي الأكرم (ص) وللأنبياء السابقين، وكذلك الأوصياء، تهدف إلى مواجهة الإنسان المكابر بالصدمة التي توصد أمامه كل أبواب التملص والتخلص، والتجاهل للواقع، ودلائله القاهرة وأعلامه الباهرة وحججه الظاهرة، بحيث لو لم تظهر المعجزة أو الكرامة لاستطاع