ب - إن داود (ع) لم يبادر إلى تشكيل محكمة لفصل القضية قضائيا، بل اكتفى بإخبار الخصمين بحكم المسألة. وأخيرا فالرواية إن كانت موافقة لحكم العقل القطعي فلا مانع من الأخذ بها، وإلا فهي مطروحة أو مؤولة، ولا فرق في ذلك بين كونها صحيحة السند أو لا.
ولا ننسى الإشارة أخيرا إلى تناقض كلامه عن آدم (ع) في هذا المقام حيث نفى عنه المعصية هنا، مع كلامه المتقدم في صدر الكتاب والذي قال فيه: " إن معصية آدم كمعصية إبليس ".
410 - " استعراض الخيل " شغل سليمان (ع) ففاتته الصلاة.
411 - نقاط الضعف في الأنبياء لا تنافي العصمة.
412 - سليمان ابتعد عن الخط الرسالي قليلا.
413 - الضغط الإلهي أعاد سليمان (ع) إلى الخط.
414 - سليمان (ع) يضرب أعناق الخيل وسوقها ليؤلم نفسه فيما تحبه.
يقول البعض عن سليمان (ع) في تفسير قوله تعالى: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد):
" المراد بالخير: الخيل، فيما قد تطلق عليه هذه الكلمة من المعنى، وبذلك يكون المعنى، أنه استبدل حب الخيل عن ذكر الله حتى شغل عن صلاته (حتى توارت بالحجاب) أي حتى غابت الشمس، وفاتته صلاة العصر بسبب ذلك.. وهذا هو المشهور بين المفسرين، من أن استعراض الخيل أمامه امتد بحيث شغله عن صلاته.
وقد أثار بعض المفسرين احتمال تعلق (وحبه لها عن ذكر ربي)، ب (حب الخير) بلحاظ انطلاقه عن أمر الله، ليكون استعراضه لها وحبه لها عملا عباديا ليتهيأ بها للجهاد في سبيل الله، وبذلك يكون الشاغل له عن عبادة الله، عملا يختزن في داخله عبادة الله.
ولعل الأساس في هذا التوجيه التفسيري، هو الخروج بعمل سليمان عن كونه مخالفا لموقعه الرسالي، في انشغاله باستعراض الخير عن عبادة الله الواجبة في وقت معين..
ولكن ذلك لا يفيد شيئا في هذا الجانب، لأن صلاة العصر إذا كانت موقتة بوقت معين، بحيث يذهب وقتها بغروب الشمس وتواريها بالحجاب، كما يظهر من بعض الروايات، فإن الانشغال عنها المؤدي إلى تركها، بعمل آخر مرضي لله، موسع في وقته، غير مبرر شرعا.