الآخر. بل عليه أن يؤمن بكل ما جاء به، ولا حرج عليه من الجهر بحقائقه، رضي الناس لأجل ذلك أم غضبوا، وكذا الحال فيما جاء به الرسول الكريم، والعظيم، لا بد من الالتزام به ولا حرج من التصريح به ونشره وإشاعته.
ثامنا: لو سلمنا حصول نزاع بسبب الجهر ببعض الحقائق الدينية؛ فإن ذلك لا يمنع من نشرها وبلورتها في أذهان وعقول الناس على نحو لا توجب التنازع، لا أن تلغى هذه المعاني من أساسها واللازم على المتنازعين الذين يخالفون أمر الله أن يكفوا عن نزاعهم الذي لا يرضاه الله، وأن يلتزموا بحقائق الدين مهما كانت، ولولا ذلك للزم الكف عن تبيان أية حقيقة دينية اختلف عليها المسلمون، فلا نتحدث عن الإمامة والإمام، ولا عن غير ذلك من التعاليم والأحكام، لأن ذلك يغضب فريقا من الناس وهو من أسباب انقسام الناس قطعا إلى فريقين.
ولنفرض جدلا، صحة ما يدعى من نزاع أو خصام؛ وصحة لزوم التحاشي عن ذكر مثل هذه الأمور، فإنما تقدر الضرورات بقدرها، وبالتالي يكف عن ذلك حيث ينشأ عنه خصام وحيث يلزم منه تضييع الدين الواجب حفظه والعمل به، ولا يكف عنه حيث لا يلزم ذلك.
تاسعا: قوله: إنه لا فائدة من هذا الأمر فلا داعي للوقوف عنده. لا يصح: لأن الله سبحانه لا يتحدث عن شيء بلا فائدة، وكذلك النبي (ص) الذي لا ينطق عن الهوى، وفي حكمه (ص) الأئمة الأطهار (ع).
عاشرا: لا ندري كيف عرف هذا البعض أن تفضيل الله سبحانه نبيا على آخر إنما هو فيما ميزهم من مواقع العمل، وطبيعة المعجزة ونوعية الكتب، وأين هي القرينة التي اعتمد عليها في حكمه هذا.
114 - الرسالة الإلهية تجربة واقعية في مستوى التطبيق.
115 - حركة الأنبياء مجرد تجارب عملية.
116 - لا مصلحة في إعطاء الصورة الإنسانية للنبي - ثم إعطائه قدرات مطلقة تمتد من الله في ذاته.
يقول البعض:
وهو يتحدث عن صفة الرسولية في الرسول، وأن دراسة هذه القضية:
" من خلال القرآن في ظواهره من حيث يريد للناس أن يفهموه، ويعتقدوه،