الذي يعطي الفكرة بأن النبي يتكامل في وعيه وقوته وحركته في الرسالة. " (1).
وقفة قصيرة ونقول:
إننا رغم أننا لم نذكر في العناوين المستخرجة من كلام هذا البعض ما ذكره عن الضعف البشري في شخصية الأنبياء، فإننا نذكر القارئ الكريم بما يلي:
1 - إن هذا البعض قد فسر الآيات بطريقة أوصلته إلى أن ينسب إلى الأنبياء ما ألمحنا إليه في العناوين التي صدرنا بها كلامه هذا الأخير..
ونحن نذكر هنا ما يشير إلى المراد من أفصحية هارون (ع)، ليظهر للقارئ أن الآية ليست ناظرة إلى موضوع طلاقة اللسان من الأساس..
ولو سلمنا أنها ناظرة إلى طلاقة اللسان من حيث البلاغة والفصاحة الكلامية، فذلك لا يستلزم ما ذكره ذلك البعض.
ونحن نشرح ذلك ضمن النقاط التالية، فنقول:
أ - لقد طلب موسى (عليه السلام) من الله أن يشد عضده بأخيه هارون (عليه السلام). وهو طلب طبيعي، ليس فيه أية مشكلة، وهو لا يعني وجود نقص في شخصية النبي موسى (ع) يحتاج إلى رفعها بواسطة الاستعانة بهارون (ع)، ويدل على ذلك ما روي من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد طلب أيضا مثل ذلك من الله تعالى فقال (ص): واجعل لي وزيرا من أهلي، عليا أخي، أشدد به أزري..
وقد صحت الرواية بذلك من طريق الفريقين على حد تعبير صاحب الميزان (2).
".. وعن أسماء بنت عميس قالت: رأيت رسول الله (ص) بإزاء ثبير وهو يقول: أشرق ثبير، أشرق ثبير، اللهم إني أسألك بما سألك أخي موسى أن تشرح لي صدري، وأن تيسر لي أمري، وأن تحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، وأن تجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي. أشدد به أزري، وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا (3) ".