حتى أني قلت: يجب أن نستفيد من هذا الأسلوب في مجال الرواية والقصة والمسرح.. إذا أردنا أن نثبت هذا المعنى.
فجاء من يقول: إن السيد يقول بأن إبراهيم (عليه السلام) كان كافرا، ونحن نعرف أن الأنبياء (عليهم السلام) لا بد من أن يكونوا معصومين، وأنا قلت: إن إبراهيم (عليه السلام)، من الأساس تمرد على بيئته، تمرد على أبيه أو عمه " (1).
وسئل البعض أيضا:
في قوله تعالى: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض ((الأنعام: 75) فهل كان إبراهيم (عليه السلام) غير مقتنع بظواهر الكون الدالة على وجود خالق منظم؟ أم هي واردة بمثابة الحجة؟.
فأجاب:
" الأقوى أن إبراهيم كان يستعرض العقائد الباطلة الموجودة في زمانه.. وكان يحاول أن يطرحها كما لو أنها كانت متبناة من قبله حتى يستمع الناس اليه وهو يناجي نفسه.. الخ (2).
وقفة قصيرة وإننا ننبه القارئ العزيز إلى أنه إذا كان يقصدنا بقوله " يقولون:.. "، فإننا نعلن أننا لم نقل: إنه قال عن إبراهيم: إنه كان كافرا.. بل قلنا: إنه يقول: يحتمل أن يكون إبراهيم قد عبد الكوكب والشمس والقمر.. فراجع عباراتنا حول هذا الموضوع تجد صحة ذلك.
وخلاصة القول: أنه قد أنكر شيئا لم يتهمه به أحد.
ثم إنه عاد وقرر نفس مقولته التي اعتبرناها خروجا على الإعتقاد بعصمة الأنبياء عن الكفر والشرك، لما تتضمنه من احتمال ذلك في حق إبراهيم (عليه السلام)، فإن احتمال عبادة الشمس والقمر والكوكب لا ينسجم مع اليقين بالعصمة عن ذلك. وها هو نفسه هنا يعترف بما قلناه، وإن كان يمكن القول بأنه قد عاد وناقض نفسه من جديد في آخر كلامه الذي نقلناه عن: " الزهراء