أن الرواة والمؤرخين المغرضين حين لا مناص لهم من نقل الحدث، وعدم تمكنهم من تجاهله، يعمدون إلى أسلوب التصرف الذكي أو الغبي أحيانا، فيضيفون إليه أمورا تفقده معناه ومغزاه، حتى لو كان ذلك على حساب قداسة رسول الله (ص).
وقد دأب العلماء على الأخذ بالفقرات التي يدركون صحتها، وإهمال الفقرات المدسوسة، أو السقيمة.. فإن وجود هذه إلى جانب تلك لا يفقد تلك قيمتها وأهميتها.. إذا أمكن التمييز بينهما.. كما هو الحال في هذه القضية التي نحن بصدد الحديث عنها..
فنحن نعلم صحة تكنية الرسول (صلى الله عليه وآله) لعلي بأبي تراب، وأنها فضيلة جليلة له عليه السلام، حتى إنها كانت أحب كناه إليه.. وقد نقل ذلك لنا العدو والصديق..
ونعرف أيضا عدم صحة قولهم: إنها كانت بسبب مغاضبته لفاطمة عليها السلام.
أو بسبب انزعاجه من إهمال الرسول له في قضية المؤاخاة، أو أن النبي قد حركه هو، أو عمارا، أو هما معا برجله..
فإن ذلك كله غير صحيح.. كما دلت عليه الأدلة القاطعة، والحجج القوية، الساطعة.
اعتراف واعتذار وإذا كانت العصمة لله سبحانه، ولأوليائه وأصفيائه. فإننا هنا نعترف بتقصيرنا، ونعتذر عنه للقارئ الكريم، حيث ذكرنا هذه القضية في كتابنا (الصحيح من سيرة النبي الأعظم) (1) وقمنا بنقد وتزييف القولين الأولين، وهما مغاضبة فاطمة (عليها السلام). أو العتب عليها. وانزعاجه (عليه السلام) في قضية المؤاخاة.
وأهملنا الحديث عن تحريك النبي (صلى الله عليه وآله) لهما بقدمه.. ربما اعتمادا على وضوح بطلانه.. وربما ذهولا عن لزوم التعرض له..
ونطلب من القارئ الكريم أن يعذرنا في هذا التقصير الظاهر..
وإذا وفقنا الله لإعادة طبع الكتاب المذكور، فإننا سنزيل هذا الخلل منه إن شاء الله..