للأمور، وقد قبل موسى منه ذلك بمجرد تفوهه به، ودعا لنفسه وله، كما جاء في قوله تعالى: (ربي اغفر لي ولأخي، وأدخلنا في رحمتك، وأنت أرحم الراحمين) .
وأما ما زعمه هذا البعض من أن هارون عليه السلام كان يرى لزوم معاملتهم باللين، وكان موسى عليه السلام يرى لزوم الشدة في ذلك، فهو لا يصح، وذلك لما ذكرناه آنفا، ولأن هارون قد وصل معهم إلى درجة المواجهة، حتى لقد قال لأخيه موسى: (إن القوم استضعفوني، وكادوا يقتلونني) وأما القول بأن موسى عليه السلام قد غضب على أخيه هارون عليه السلام، وكان غضبه لله سبحانه وتعالى، فذلك يعني أنه عليه السلام كان يتهم أخاه النبي هارون صلوات الله وسلامه عليه بارتكاب المعصية، ويحمله مسؤولية ما جرى، ويتهمه بالتساهل والتخلف عن أن يكون عضدا له، يشد أزره، ويشركه في أمره، وذلك مما لا يمكن قبوله في حق الأنبياء.
وهكذا يتضح أن كل ما ذكره ذلك البعض أجنبي عن دلالة الآيات.
317 - أصول العقيدة تعرف بالسمع لا بالعقل.
318 - لا دليل يصرف معنى الرؤية عن الرؤية الحسية.
319 - النبي موسى (ع) لا يعرف: أن الله لا يرى.
320 - الله يعلم أنبياءه أصول العقيدة بالتدريج.
321 - لا يبعد أن سؤال موسى عن رؤية الله الحسية.
322 - وأيضا.. نقاط الضعف لدى الأنبياء.
323 - الله يسلط نوره على الجبل فكيف لو تسلط عليه بنفسه؟
324 - موسى والتحاليل الفلسفية والمعادلات العقلية في استحالة تجسد الإله وإمكانه.
ويقول ذلك البعض:
" ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني انظر إليك،.. ووصل موسى إلى الموعد الذي أعطاه الله له.. وكلمه ربه.. فيما يريد أن يوحي به إليه.. واندمج موسى في الجو الإلهي.. وشعر بالسعادة الغامرة تغمر قلبه.. ففاضت روحه بالأشواق الروحية، فيما توحيه كلمات الله إليه.. وفيما تمثله من معاني القرب من الله، والوصول إلى الدرجة العليا من رضوانه.. وبما توهج في كيانه من إشراق النور الإلهي في لحظة روحية حالمة.. فطلب من ربه أن ينظر إليه.. فقال: رب أرني انظر إليك فقد خيل إليه أن من يسمع كلام الله، يستحق أن يراه.. أو يمكن له أن يطلب رؤيته.. وهنا يقف المفسرون