مواقعهم الاجتماعية، وفي ميزاتهم وسماتهم، وتكرر الذهاب والإياب، زرافات تارة، ووحدانا تارة أخرى.. وبعد الكثير من الأخذ والرد والجلسات الطويلة، وحين يبلغ الحق مقطعه، فإنك تجده حين يجد نفسه محاصرا ومحرجا يعلن رفضه لهذا الأمر، ويريح نفسه ويريحهم حين يطلب منهم إقفال الموضوع.
مع أننا لم يكن لدينا أي شرط سوى شرط واحد يتيم، وهو أن يتم الحوار أمام ثلة كبيرة من العلماء الذين هم من الطراز الأول، يختار هو نصفهم، ونختار نحن النصف الآخر، وذلك ليكونوا الحكم والمرجع حين تتباين وجهات النظر، وهم الذين يضعون حدا للمكابرة، أو التجني، إن حدث أي شيء من ذلك.
لابد من اعلان التصحيح وآخر ما نذكره هنا هو أن من حقنا جميعا أن نطالب من يقول: إن أفكاره ما تزال أفكاره منذ الثمانينات، وأنه يتحمل مسؤوليتها، نطالبه لتصحيح أفكاره، وبأن يعلن هذا التصحيح. كما أعلن الإصرار خصوصا بالنسبة لكتابه " من وحي القرآن " حيث يقول عنه:
" إن جميع ما ورد في كتابه (من وحي القرآن) في الطبعة الأولى والطبعة الثانية التي هي طبعة دار الملاك، فهو صحيح، والاختلاف إنما هو في الأساليب ".
مما يعني أن كل فكرة وردت في الطبعة الأولى فهي صحيحة، حتى لو حذفها من الطبعة الثانية، لأن الأسلوب يكون هو السبب في الحذف..
فكيف يفسر لنا إذن إنكاره لنبوة يحيى عليه السلام في الطبعة الأولى، وسكوته عن ذلك في الطبعة الثانية، فإن كل ما فيهما صحيح على حد قوله.
وكيف يفسر لنا ما قاله من أن فواتح السور (ألم وكهيعص (وغيرها هي من إضافات النبي في القرآن - إن كانت السور التي وردت فيها هذه الأحرف مكية في أغلبها - وهي كذلك.
وقد سكت عن هذا الأمر في طبعة دار الملاك، ولم يصرح بخطئه فيه ولا بخطئه في قضية يحيى، وإذا كان كل ما في هذه الطبعة وتلك صحيحا.. فإن معنى ذلك أنه منكر لنبوة من صرح القرآن بنبوته، وأنه يقول بأن النبي قد زاد في القرآن، وأن القرآن محرف بالزيادة فيه.