الأولى: أن النبوة تلتقي بمواقع الضعف البشري في الإنسان في أكثر من موقع، ولا تفرض الكمال الذي يبتعد عن المواقع الطبيعية لديه.
الثانية: أن القرآن لا يريد إعطاء النبوة هالة مقدسة، غائمة في مجال التصور " (1).
وظاهر العبارة لا يأبى عن القول: إن النبي قد يقع في ما يخالف العصمة، مما يلتقي في مواقع الضعف البشري، وإرادة خلاف ذلك تحتاج إلى بيان.
أما حديثه عن " الهالة المقدسة والغائمة "، فإن كان يقصد به: أن القرآن لا يعطي انطباعا عن الرسول يفيد أن لديه قدرات تفوق قدرات البشر.. فكيف يجيب عن ما يذكره القرآن من إحضار عرش بلقيس من قبل من لم يكن نبيا، (بل كان من أتباع أحد الأنبياء؟ وماذا يصنع بإحياء عيسى (ع) للموتى، وإبراء الأكمه والأبرص؟ وبقاء يونس (ع) في بطن الحوت؟ والإسراء والمعراج؟ وما إلى ذلك.
وإن كان يقصد به أنه ليس للأنبياء أي تميز في أنفسهم، فذلك معناه عدم صحة ما ذكره القرآن من أمر الله للملائكة بالسجود تحية وتكريما له، وكذلك ما ورد حكاية عن قول عيسى عليه السلام (وجعلني مباركا أينما كنت... ((الآية)، وعدم صحة ما ورد من أن النبي (ص) والأئمة (ع) كانوا أنوارا قبل خلق الخلق، أو في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة. أليس هذا الأمر مقبولا ومتواترا عند الشيعة وعند السنة أيضا؟!! ألا يعطيهم ذلك هالة مقدسة، ويفرض كمالا يبتعد عن المواقع الطبيعية لديهم؟! فهل الاقتراب من تصور مواقع الأنبياء الطبيعية الواقعية، يقتضي منا أن نكذب كل ما دل على قداستهم؟!
92 - لا أسرار فوق العادة في شخصية الأنبياء.
93 - الضعف في طبيعة الروح للأنبياء.
94 - أوضاع سلبية في التصور والممارسة لدى الأنبياء.
وهو يقول:
" إن الأسلوب القرآني لا يريد أن يعمق في ذهننا الإسلامي الفكرة التي تتحدث عن شخصية الأنبياء، بالمستوى الذي يوحي بأن هناك أسرارا فوق العادة تكمن في داخل شخصيتهم، في ما هي الخصائص الذاتية للشخصية، فهناك أكثر من نقطة ضعف خاضعة للتكوين الإنساني في طبيعة الروح والجسد.