وقال تعالى: (ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض، والطير صافات، كل قد علم صلاته وتسبيحه) (2).
فكل ما تقدم يشير بوضوح إلى أن هذه المخلوقات تملك حالة شعورية وإدراكية معينة، وليست مجرد جمادات أو حيوانات خاوية.
نماذج حية من تسخير الموجودات العاقلة فإذا كان الله سبحانه قد سخر المخلوقات لهذا الإنسان، وكانت هذه المخلوقات تمتلك صفة الشعور والإدراك، ولها أعمال عقلانية، ومرتبطة بالشعور، ومستندة إليه، وهي على درجة من الإدراك، فما علينا الا أن نذكر هنا نموذجا قرآنيا حيا، وواقعيا لهذا التسخير تجلت فيه طريقته، وأبعاده ومجالاته بصورة ظاهرة، حيث ذكرت الآيات أن الله سبحانه قد سخر الريح، والطير، والجبال، والجن، لسليمان، وداود عليهما السلام.
قال تعالى: (وسخرنا مع داود الجبال يسبحن، والطير، وكنا فاعلين) (3).
وقال تعالى: (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها، وكنا بكل شيء عالمين. ومن الشياطين من يغوصون له، ويعملون عملا دون ذلك) (4).
(إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق، والطير محشورة كل له أواب) (5).
وقال تعالى عن سليمان: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الأصفاد) (6).
وقال تعالى: (وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون) (7) نلاحظ كلمة: (فهم يوزعون). أي يمنعون.