6 - لا داعي للبحث في غير العقائد الضرورية أما قوله بعدم وجود داع للبحث في غير العقائد الضرورية، فلا نرى حاجة للتذكير بعدم صحته، فإن الكلام المتقدم يكفي لرده، وبيان بطلانه.
7 - العلاقة المميزة بين الله وبين أوليائه:
وأما ما ادعاه من أن العلاقة المميزة بين الله وأنبيائه تقتصر على الوحي، فهو غير صحيح. وكيف نفسر العلاقة المميزة لمريم عليها السلام، مع الله سبحانه، حتى إنها كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا، قال: (يا مريم أنى لك هذا؟ قالت هو من عند الله).. مع أن مريم ليست من الأنبياء!!
وكيف نفسر قوله تعالى: (واصطنعتك لنفسي) وقوله تعالى: (ولتصنع على عيني) وكيف نفسر تكليم عيسى للناس في المهد وجعله مباركا أينما كان.. وإيتاء يحيى الحكم صبيا.. ألا يدل ذلك على علاقة إلهية مميزة مع كل هؤلاء الأنبياء صلوات الله عليهم خارج نطاق الوحي؟! وكيف نفسر (الخدمات غير العادية) التي أعطاها الله لداود ولسليمان (عليهما السلام). أليست هي الأخرى خارج نطاق الوحي. وخارج نطاق المعجزة في مقام التحدي؟!..
8 - الولاية التكوينية للأنبياء:
ثم إن هذا البعض قد صرح بمعارضته للقائلين بأن الله قد أعطى الأنبياء والأوصياء القدرة على التصرف في الأشياء المادية، والهيمنة عليها، وهو ما يعبر عنه بالولاية التكوينية.
وقد صرح أيضا - كما يأتي في فصول لاحقة من هذا الكتاب وهو متواتر عنه (1) بأنه يراه شركا، وأن القرآن كله دليل على عدم الولاية التكوينية. وقد ذكرنا هناك بعض نقاط لا تخلو المراجعة إليها من فائدة.
ونحن هنا لا نريد أن نتوسع في الحديث عن هذا الأمر، لأن ذلك يحتاج إلى وقت طويل، وجهد مستقل، وإلى مساحة لا يتسع لها، ولا ينسجم معها هذا الكتاب، بملاحظة طبيعة أسلوبه، وما توخينا معالجته فيه.