عنده، بعد أن فاضل بينهم في المسؤوليات في الحياة، وليس لنا في ذلك دخل من قريب أو من بعيد، فلنقف حيث يريد الله لنا أن نقف، ولنوفر على أنفسنا جهد البحث فيما لا سبيل لنا إلى الإحاطة به ولا فائدة لنا في الوقوف عنده، ولندخر تفكيرنا لما أرادنا الله من الخوض في معرفته، والجهاد في سبيله، وهو الرسالة من خلال قيادة الرسول، في الفكر والحركة والعمل " (1).
وقفة قصيرة أما بالنسبة للحديث عن تفضيل نبي على نبي، فإننا نقول:
أولا: قد ادعى هذا البعض أن الحديث عن تفضيل نبي على نبي يوجب الخلاف والخصام والانقسام.
مع أننا لم نجد في كل الحقب التاريخية أي مفردة تشير إلى أي نزاع نشأ عن الحديث عن تفضيل نبي على نبي، فضلا عن أن يكون، هناك خصام أو انقسام بسبب ذلك.
ثانيا: إننا لم نعرف كيف تكون نوعية الكتب من أسباب تفاضل الأنبياء، فأيهما أفضل إبراهيم (ع) الذي جاء بالصحف فقط؟! أم موسى (ع) الذي جاء بالتوراة والألواح والصحف أيضا؟! وأيهما أفضل موسى (ع) صاحب التوراة أم عيسى (ع) صاحب الإنجيل؟!
ثالثا: قوله إن الأنبياء يتفاضلون بحسب طبيعة المعجزة أيضا، يثير لدينا السؤال، كيف نفهم أن التفاضل بين إبراهيم (ع) وعيسى (ع) وموسى (ع) عن طريق المعجزة؟ وهل إنزال التوراة والألواح زيادة على الصحف، يعني أن موسى (ع) كان أفضل من إبراهيم (ع)؟ إن ذلك لا يقبل به أحد.
رابعا: قوله إن التفاضل بين الأنبياء إنما هو فيما ميزهم به من مواقع العمل، فإن ذلك يطرح أمامنا أسئلة كثيرة؛ فهل كان موقع العمل من الأنبياء مختلفا، فيشتغل أحدهما بتبليغ الدين، ويشتغل الآخر بأمر آخر غير ذلك؟!.
أم أن المقصود بمواقع العمل، هو أن يكون شغل هذا مع بني إسرائيل، وشغل ذاك مع آخرين، وهذا مع عاد، وذاك مع ثمود.. وهكذا؟!..