542 - المشاعر السلبية للنبي ربما تتحول إلى عقدة.
543 - المشاعر تتحول إلى تساؤل دائم عن سبب إعراض المشركين عن القرآن.
544 - المشاعر السلبية تتحول إلى تساؤلات عن أشياء كثيرة تضغط على وجدانه.
يقول البعض:
" (فلعلك باخع نفسك على آثارهم (الخطاب لرسول الله (ص) الذي كان يعيش الألم والحسرة أمام بعد المشركين، وإعراضهم عن القرآن، وعن الدعوة إلى الله، وهذه المواقف تمثل خطوات المشركين العملية على صعيد خط الرسالة، تماما كما هي الآثار التي تتركها أقدامهم على الطريق في حالة السير.
وربما تؤدي به هذه المشاعر السلبية الضاغطة إلى الهلاك، عندما تتعاظم أو تتحول إلى عقدة، وتساؤل دائم عن السبب في هذا الموقف المضاد، وعن الضعف الذي يحيط بشخصه، وبالساحة أمام قوة هؤلاء، وعن أشياء كثيرة قد تطوف في نفسه، وتضغط على وجدانه.. إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا.. الخ " (1).
وقفة قصيرة ونقول:
إننا نجل مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أن ينسب إليه إمكانية الابتلاء بالعقد النفسية نتيجة لمشاعر سلبية ضاغطة، ولا بد أن نعطف كلامه هذا على حكاية الجوع العاطفي للحنان، فإن هذا يوضح ذاك، ويظهر عدم صحة ما يحاول أن يتخلص به من سلبيات ذلك القول العجيب، والغريب، وسيأتي توضيح ذلك حين الحديث عن مقولاته حول الزهراء (عليها السلام). في بعض فصول هذا الكتاب.
كما أننا نجل مقام النبي (صلى الله عليه وآله) عن أن يكون - والعياذ بالله - جاهلا إلى درجة ابتلائه بالتساؤل الدائم عن أسباب الموقف المضاد للمشركين، وجاهلا بأسباب ضعف الساحة الإسلامية أمام قوة أولئك.
وبعد ما تقدم نقول: إن إيغال هذا البعض في الخيال الذي لا مبرر له جعله يحتمل هذه الأمور الغريبة والعجيبة، مع أن الآية صريحة في أن حزن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناشئ عن صدود الناس عن الحق كان حزنا عظيما