التبريزي: أن الله لم يعطهم - أي الأنبياء والأئمة - أكثر من ذلك، أي أكثر مما يحتاجونه في نبوتهم وإمامتهم.
ولكنه حين بدأ يستدل على ذلك، قال عن عيسى (ع):
" وليس هناك دليل على أنه أعطاه غير ذلك في تدبير أمور الكون الأخرى، كما أنها لا تدل على أنه أعطاه الكمال النفسي الذي يتصرف به في أمور الكون بإذن الله، فان هذا وان كان أمرا ممكنا من حيث الثبوت، إلا أن الكلام في إثبات ذلك يحتاج إلى دليل ".
فهو تارة ينفي عنهم ذلك بصورة قاطعة، ويجعله من التفويض الباطل قطعا لرجوعه إلى الشرك، وتارة يعترف بالإمكان في مقام الثبوت من دون لزوم محذور، ثم يدعي بعد ذلك عدم وجود ما يدل على الإثبات! وثالثة يقر بجعل الولاية التكوينية كما أقر بذلك فيما يتعلق بعيسى (ع).
6 - وقول البعض في أجوبته على المرجع الديني الشيخ التبريزي (1):
" وأما الأخبار الواردة في ذلك فهي ضعيفة سندا ودلالة ".
لا يصح لوجود روايات صحيحة وموثقة، فراجع كتاب: الولاية التكوينية: الحق الطبيعي للمعصوم ص 112 - 121.
142 - الجزم بأن الله لم يخلق في الأنبياء طاقة تكشف الغيب بشكل مطلق.
143 - الجزم بأن الله يفيض عليهم ما يحتاجون إليه في رسالتهم ومواجهة التحديات.
144 - إعطاء الغيب المحدد للأنبياء يبطل الولاية التكوينية لهم.
يقول البعض:
" (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء (وتلك هي قصة الخالق في علمه غير المحدود بالنسبة إلى المخلوق المحدود في وجوده المستمد من وجود الله، وعلمه المستمد من علم الله، فيما أعطاه وفتح له من مجالاته وهيأ له أسبابه، فليس للمخلوق أن يحيط بشيء من علم الله في عالم الشهود، وفي عالم الغيب إلا بما شاء الله، حتى الأنبياء، فإنهم لا يملكون علم الغيب في تكوينهم الذاتي، بحيث ان الله خلق فيهم الطاقة التي تكشف لهم عالم الغيب بشكل مطلق، فينفتحون عليه باستقلالهم بعد ذلك بل ان الله هو الذي يفيض عليهم من هذا العلم بما يحتاجون اليه من ذلك في شؤونهم الرسالية من خلال