ساطعة، ومنها الروايات الكثيرة، والمتنوعة بدرجة كبيرة، مما دل على أكملية الأنبياء والأوصياء على البشر جميعا في جميع الحالات والشؤون، وعلى تفوقهم عليهم في مختلف العلوم والفنون، حتى أن الله سبحانه قد علم أنبياءه حتى منطق الطير، والحيوان، وسخر لهم الريح، وعفاريت الجان.
ولهذا البحث مجال آخر..
3 - إن الآية إنما تنفي علم النبي باللغات من خلال تعلمه إياها من البشر.. فلو أنه (صلى الله عليه وآله) قد علم اللغات بواسطة التعليم الإلهي، فإن ذلك يكون دليلا على ارتباطه بالغيب.. وكفى في ذلك دليلا على أنهم مبطلون في ما يوجهونه إليه من اتهامات.
وبنفس هذا التقرير نجيب على السؤال الذي يطرح عن أمية النبي (ص)، حيث نقول: إن المقصود: هو أن الناس يرون أمية رسول الله (ص)، فإذا جاء وحي معجز، وعلم غيبي، واطلاع عظيم على أسرار الخلق والخليقة ومعرفة باللغات وعلم مفاجئ بالقراءة والكتابة فإن ذلك لابد أن يبهرهم، ويقهر عقولهم، ويضطرهم للبخوع والتصديق بنبوته، وليس المراد أنه لابد أن يبقى أميا عاجزا عن القراءة والكتابة إلى آخر حياته، كما ربما يتخيل البعض.
4 - يضاف إلى جميع ذلك: أن العرب هم الذين ادعوا: أن أهل الكتاب قد علموا النبي هذا القرآن، وإذا كان الذي قصدوه ذا لسان أعجمي، فإن الرد يكون عليهم، بأن هذا القرآن لسان عربي مبين، فكيف يحسن ذلك الأعجمي الترجمة بهذا المستوى من الإعجاز، ويعجز العربي نفسه عن إنشاء مثل هذا القرآن.
432 - مهمة الأنبياء هي - فقط - التبشير والإنذار - 433 - الله يعلم الأنبياء ما يحتاجونه في نبوتهم، لا أزيد من ذلك.
434 - لا دليل على لزوم كون النبي (ص) أعلم الأمة في كل شيء.
435 - قد يعلم الله نبيه ما يحتاجه في مهمته الرسالية - وقد لا يعلمه.
436 - ليس من الضروري أن يعلم النبي علم الذرة والكيمياء.
437 - علم الذرة والكيمياء والفيزياء، لا صلة لها برسالات الأنبياء.
سئل البعض:
النبي أو الإمام إما أن يكون هو الأعلم أو لا يكون، فإذا لم يكن الأعلم، فهناك من يستحق هذا المنصب غيره لأنه أعلم وأفضل منه.