الشريفة بأن المقصود بها: أن الله سبحانه يرى تقلب نبيه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي حتى أخرجه من صلب أبيه. فلا بد من قبول ذلك منهم؛ فإن أهل البيت أعرف من كل أحد بمعاني القرآن، وبأهدافه ومراميه..
وكما قال الإمام الصادق (ع):
(فليذهب الحسن يمينا وشمالا فوالله ما يوجد العلم إلا هاهنا) (1).
ولن نصغي ولن نقبل من أحد أن يقول لنا: قال الإمام الصادق عليه السلام. وأقول، فما ذكره هذا البعض في تفسيره لا بد أن يرد عليه، وأن يؤخذ فقط بكلام أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.
2 - والأعجب من ذلك قول هذا البعض هنا:
" وأما الرواية فلا دلالة فيها إلا على طهارة الآباء من الولادة بالزنا ".
مع أن الرواية صريحة في أن الرسول لم يزل يتقلب في أصلاب النبيين: من نبي إلى نبي حتى أخرجه من صلب أبيه.
مما يعني: أن جميع آبائه صلى الله عليه وآله قد كانوا مؤمنين أتقياء أبرارا. بل كانوا من الأنبياء، حتى والده عبد الله.. ولا مانع من أن يكونوا كذلك، فقد كان ثمة أنبياء تقتصر نبوتهم على أنفسهم، وعلى المحيط المحدود الذي يعيشون فيه، وقد تمتد نبوتهم إلى العشيرة أو الحي أو البلد الصغير أو الكبير.. من أجل أن يحفظوا الحق والخير في الناس بالمقدار الممكن لهم، بحسب ما يوجههم الله سبحانه إليه، ويأمرهم به، كما أشرنا سابقا.
549 - نفي النبوة عن النبي (ص) قبل سن الأربعين.
ومن الواضح: أن هناك روايات رواها السنة والشيعة تدل على أن النبي (ص) قد كان نبيا منذ ولد يكلمه الملك ويسمع الصوت ثم أرسله الله رسولا للناس كافة بعد أن بلغ الأربعين، وكلمه الملك معاينة، ونزل عليه القرآن، قال المجلسي رحمه الله: إن ذلك ظهر له من الآثار المعتبرة والأخبار المستفيضة (2).
لكن البعض يقول: