" فانطلقا إليها بكل شوق ولهفة، وأطبقت عليهما الغفلة عن مواقع أمر الله ونهيه، لأن الإنسان إذا استغرق في مشاعره، وطموحاته الذاتية، واستسلم لأحلامه الخيالية، نسي ربه، ونسي موقعه منه ".
ويقول:
" كيف نسيا تحذير الله لهما؟ كيف أقبلا على ممارسة الرغبة المحرمة؟ " (1).
ويقول عنه:
" كان يعيش الضعف البشري أمام الحرمان " (2).
206 - كان عاصيا ولم يكن مكلفا؟؟؟.
ويقول:
" فالله أراد أن يدخل آدم في دورة تدريبية، ولذلك لم يكن أمرا جديا. ولكنه كان أمرا امتحانيا، اختباريا تجريبيا. وكان أمرا تدريبيا، تماما كما يتم تدريب العسكري، ولذلك فالجنة لم تكن موضع تكليف وما يذكر لا يرتبط بالعصمة أبدا، نعم إن الأنبياء من البشر وهم يعيشون نقاط الضعف، ولكن نقاط الضعف التي لا تدفعهم إلى معصية الله، أما مسألة الجنة وقصة آدم في الجنة فهذا خارج عن نطاق التكليف. لقد أراد الله أن يدخله في دورة تدريبية حتى يستعد للصراع القادم عندما ينزل هو وإبليس إلى الأرض ليكون بعضهم لبعض عدوا حتى يتحرك في مواجهة العداوة التاريخية " (3).
ويقول:
" الله أراد لآدم أن يمر في دورة تدريبية في مواجهة إبليس، لأن آدم طيب وساذج، ولم يدخل معترك الحياة " (4).
وقفة قصيرة تلك هي الصورة التي قدمها ذلك البعض عن النبي آدم عليه السلام في بعض جوانب شخصيته، فهل ذلك كله يليق نسبته إلى نبي من أنبياء الله؟ بل هل يرضى أحد من الناس بأن ينسب إليه بعض من ذلك، كأن يقال عنه: إنه ساذج أو يمارس الرغبة المحرمة أو غير ذلك مما تقدم؟..
ونحن قبل أن ننتقل إلى الحديث عن موارد أخرى نسجل ما يلي: