يسمح لنا بهذا المقدار من التحفظ على هذا القول؟ إذ كيف نقبل بأن يقال: إن الدور الرسالي هو دور يثير النزاع، والخلاف، والإهتزاز، نعم ربما استلزم الدور الرسالي ذلك أحيانا؛ لكن هل هذا الأمر أعني إثارة النزاع والخلاف هو من مقدمات الدور الرسالي كما يظهر من كلام هذا الرجل؟! كلا، وحاشا!.
103 - عجز النبي عن الإتيان بالخوارق، إلا في مواقع قريبة من التحدي.
104 - الوحي هو الفارق بين النبي وبين والناس.
105 - لم نعهد تحدث النبي عن المغيبات في المجتمع لا في الشؤون العامة ولا الخاصة.
106 - لم تحتج الرسالة إلى الحديث عن المغيبات العامة أو الخاصة.
ويقول البعض:
".. وقد يلاحظ المتأمل في القرآن أن الآيات تؤكد دائما على جانب الوحي كفارق بين الناس وبين النبي، كما تثير مسألة عجزه الذاتي عن القيام بكل الأمور الخارقة للعادة في غير النطاق المحدود للمعجزة في طبيعتها القريبة من مواقع التحدي الذي يجتذب ذلك للمحافظة على شخصية الرسالة وفاعليتها في المجتمع.. كما أن هناك نقطة مهمة في سيرته، وهي أنه لم يعهد عنه التحدث بالمغيبات في مجتمع المسلمين فيما يتعلق بشؤونهم العامة والخاصة لأن رسالته لم تحتج إلى ذلك " (1).
وقفة قصيرة 1 - لا نريد أن نقول: إن مما يؤسف له أشد الأسف أن يكون مقام النبي (ص) قد نزل إلى درجة أنه لم يعد الفارق - بنظر البعض - بينه وبين الناس إلا الوحي.
فقد يتهمنا البعض - كما عودنا - بأننا نفهم كلامه بطريقة غرائزية أو من خلال العقدة، أو ما إلى ذلك.
ولكننا نريد أن نقول: ماذا تعني دعوى كون هذا النبي عاجزا ذاتا عن أي أمر خارق للعادة في غير النطاق المحدود للمعجزة، فيما هو قريب من مواقع التحدي.
فهل معنى ذلك هو أن كل ما ورد من أحاديث في مناقبهم، وخوارق عاداتهم في غير مواقع التحدي مكذوب ومخالف للواقع؟!.
أو هل أن هذا البعض يرى.. أن هذه المئات من خوارق العادات التي