واستقامة الطريق، ووضوح الهدف، وتقوى الفكر والعمل.
وقد يكون المراد من كل هؤلاء هم النبيون الذين أنعم الله كما قد يلوح من عنوان الآية التي حددت المشار إليهم بالنبيين، ولكننا عندما نلاحظ ذكر اسم مريم، ويحيى، وهما ليسا من الأنبياء فقد نستوحي من ذلك ان المسألة أشمل من ذلك وتكون الإشارة إلى هؤلاء على أساس انهم يمثلون النموذج الأكمل للمهتدين الذين أنعم الله عليهم بالإيمان والتقوى، واجتباهم لرسالته ولدينه (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) فيما يمثله السجود من خضوع لله في الشعور العميق بالعبودية، وفيما يعبر عنه البكاء من إحساس بالروحية الفياضة الخاشعة أمام خوف الله، ومحبته في انفعال إيماني عميق بالمضمون الروحي لآيات الله، والإشراق الفكري لمعانيها.. وهكذا كان هؤلاء الرواد طليعة البشرية " (1).
وقفة قصيرة ومن الواضح: أن يحيى عليه السلام كان من أنبياء الله المرسلين، كما صرح به القرآن، حيث يقول لزكريا: (إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين) (2) وراجع الآيات التي نزلت في سورة الأنعام (83 - 90) حيث عدت يحيى عليه السلام في جملة الأنبياء.
هذا البعض يرى: أن يحيى عليه السلام لم يكن نبيا وذلك مخالف لصريح القرآن، ولإجماع المسلمين كافة.
ولا ندري السبب في حكمه هذا، وقد كان يحيى (ع) معاصرا لعيسى (ع)..
426 - إنكار نبوة عيسى وهو في المهد صبيا 427 - رد كلام الأئمة في الاستدلال بالآية على إمامة الجواد (ع).
يقول البعض:
".. (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) وهكذا أراد أن يتحدث إليهم عن صفته المستقبلية فيما يريد الله أن يمارس من دور أو يقوم به من مسؤولية، فهو مهما أحاط به من أسرار في خلقه وفي قدراته لا يبتعد عن عبوديته لله " (3).