376 - إيمان يوسف (النبي) يستيقظ.
377 - إستنفد كل طاقاته في المقاومة.
وأما حديث ذلك البعض عن يوسف (ع) فهو أشهر من أن يذكر، ونقتصر هنا على قوله في بيان ما جرى لهذا النبي (ع) مع امرأة العزيز:
" التفسير الذي نميل إليه ونستقربه، هو الإنجذاب اللا شعوري، تماما كما ينجذب الإنسان إلى الطعام ".
إلى أن قال:
" فالعصمة لا تعني عدم الإنجذاب إلى الطعام المحرم، والشراب المحرم، أو الشهوة المحرمة، ولكنها لا تمارس هذا الحرام، فالإنجذاب الغريزي الطبيعي هنا لا يتحول إلى ممارسة، وتتضح الصورة أكثر عندما جمعته مع النسوة، اللاتي قلن: (حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم (، عند ذلك شعر أن الطوق بدأ يضيق ويحاصره إلى درجة لا يستطيع فيها أن يتناسى، على اعتبار أنه استنفد كل طاقاته في المقاومة ".
" وهذا يجعلنا نشعر بالعذاب الذي كان يعيشه يوسف في مقاومته لإغراء هذه المرأة ".
ويقول:
" خلاصة الفكرة: إن يوسف (ع) لم يتحرك نحو المعصية، ولم يقصدها، ولكنه انجذب إليها غريزيا، بحيث تأثر جسده بالجو، دون أن يتحرك خطوة واحدة نحو الممارسة " (1).
وذكر في بعض ما بثته بصوته إذاعة تابعة له:
" عزم على أن ينال منها ما كانت تريد نيله منه " (2).
ويقول:
" (وهم بها (في حالة لا شعورية، فيما يتحرك فيه الإنسان غريزيا بطريقة عفوية من دون تفكير.. لأن من الطبيعي لأي شاب يعيش في أجواء الإثارة أن ينجذب إليها، تماما، كمن يتأثر بالروائح الطيبة أو النتنة التي يمر بها، أو كمن تتحرك غريزة الجوع في نفسه بكل إفرازاتها الجسدية عندما يشم رائحة الطعام ".
إلى أن قال:
" وهكذا نتصور موقف يوسف، فقد أحس بالإنجذاب في إحساس لا شعوري وهم بها