الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
6 - ونلفت النظر أخيرا.. إلى أن ثمة عدة آيات تحدثت عن خوف حصل لبعض الأنبياء في بعض المواقع الحساسة، كقول الله سبحانه: (وأوجس في نفسه خيفة موسى (، وقوله تعالى (قلنا: لا تخف إنك أنت الأعلى (ونحو ذلك..
فمن الواضح: أن خوفهم (عليهم السلام) ليس خوف الضعفاء والجبناء، وإنما هو خوف المسؤولية، حيث يخاف النبي على الرسالة، وعلى الدين، وعلى مستقبل الدعوة إلى الله سبحانه، فيحزن لذلك، ويتألم، وهو يرى بطش الجبارين وكيد المبطلين، وقد تحدثنا عن ذلك في مكان آخر من هذا الكتاب.
7 - وأما بالنسبة لقول هذا البعض:
" إن إبراهيم أحس بالخوف أمام ظاهرة فاجأته بما يشبه الصدمة.. " فهو كلام مرفوض، لأن الصدمة تعبير يختزن معنى العجز عن التصرف، والإستئسار للمفاجأة، وفقدان البصيرة تحت وطأة الحدث الصاعق، ولو للحظات، ولا يمكن قبول ذلك بالنسبة للأنبياء الذين يعيشون حالة اليقظة التامة، والتوازن في جميع الأحوال فلا تأسرهم المفاجآت، ولا تذهب بأحلامهم (1) مهما عظمت.
275 - إبراهيم يتحير في أمر نزول العذاب على القوم ولوط فيهم.
276 - إبراهيم لا يعرف أن الله ينجي أنبياءه من عذاب الاستئصال.
277 - إبراهيم تصرف انطلاقا من النظرة السريعة للموقف.
278 - التسرع سبب الإعلان المفاجئ عن تعذيبهم.
279 - إبراهيم تسرع في البشارة فاستغرب ذلك واستبعده.
280 - لا يستحضر في نفسه كل ما يتصل بالاحداث.
281 - قد تكون فكرة هلاك لوط مع قومه واردة عند إبراهيم.
282 - الرواية تؤيد الرأي المخالف.. الذي ناقشه ولا يأخذ بها.
يقول البعض:
" (قال إن فيها لوطا (فإذا كانوا ظالمين، فإن لوطا ليس منهم، فكيف ينزل العذاب عليها وهو فيها، فإن عذاب الله إذا نزل على أهل بلد شمل الجميع، فلا ينجو منه