470 - الله قد يطلع النبي على بعض غيبه، مما قد يحتاجه في نبوته من علم المستقبل، أو خفايا الأمور.
471 - التصور القرآني ينفي فعلية علم النبي للغيب من الناحية الوجودية.
472 - النبي ليس مجهزا في تكوينه البشري بالقدرة على علم الغيب.
473 - الله يطلع رسله على الغيب بطريقة التعليمات التدريجية.
474 - ليس علمه بالغيب منطلقا من قدرة تتحرك بالفعلية، بحيث يعلم بالغيب كلما أراد من خلالها.
يقول البعض:
" (إن اتبع إلا ما يوحى إلي (وهكذا أراده أن يقف بينهم عبدا خاشعا بين يديه، لا يملك أية مقومات ذاتية كبيرة، أو أية قدرات شخصية مطلقة، رسولا أمينا على الدور الذي أوكله الله إليه، فهو ينتظر أمر الله ووحيه في كل صغيرة أو كبيرة ليتبعه، ويبلغه للناس، وربما كان الحديث عن الاتباع موحيا بالصفة المطيعة المتواضعة التي تجسدها شخصيته ليكون في ذلك بعض الإيحاء لهم بالطاعة لله، والاستغراق في دور العبد المطيع الذي يتمثل حركة العبد (النبي)، في شخصية العبد المؤمن، وإذا كان التوجيه الإلهي يفرض على الرسول أن يقدم نفسه إلى الناس بهذه الصفة فقد نجد فيه الدرس الفكري الذي يريدنا أن لا نغرق أنفسنا بالأسرار العميقة التي يحاول البعض أن يحيط بها شخصية النبي، للإيحاء بأنه يرتفع فوق مستوى البشر في إمكاناته الذاتية، وقدراته الكبيرة، بل بصفته الرسالية من حيث أخلاقه، وخطواته، ومشاريعه المتصلة برسالته.
وذلك هو السبيل للتعامل مع شخصية الأنبياء، والأولياء، بالأسلوب القريب إلى الوعي الإنساني العادي، في ما يمكن للإنسان أن يعيشه، ويتصوره ويتمثله في نفسه، ليشعر بأن النبي قريب منه بصفاته البشرية المثلى التي يمكن أن تكون أساسا للتمثل، والاتباع، والاقتداء، وفي ضوء ذلك، نجد في الأبحاث السائرة في هذا الاتجاه انحرافا عن الخط القرآني الذي يرسم للناس في دراستهم لشخصية النبي (ص)، وهنا نقطة، وهي مسألة نفي النبي في حواره مع المشركين علمه بالغيب، فقد جاء في الميزان، قال: المراد بنفي علم الغيب، نفي أن يكون مجهزا في وجوده بحسب الطبع بما لا يخفى عليه معه ما لا سبيل للإنسان بحسب العادة إلى العلم به من خفيات الأمور كائنة ما كانت (1).
وهذا هو التصور القرآني الصحيح الذي يؤكد نفي الفعلية لعلم الغيب من الناحية الوجودية بمعنى أن يكون مجهزا في تكوينه البشري بالقدرة الخاصة لعلم الغيب بحيث يتحرك نحوه - في فعليته - بشكل طبيعي، بل المسألة هي أن الله