وقفة قصيرة ونسجل هنا ما يلي:
1 - إن كلام هذا البعض معناه: أن ثمة مجالا للتغيير والتبديل في الإعتقادات.. فنعتقد مثلا: أن الله تعالى في جهة، وأن له مكانا مثلا.. وبالإمكان الاستغناء عن كثير من العقائد، فتقل مفرداتها يوما، وتزيد في يوم آخر، حسب تكثر الآراء والاجتهادات. وربما ينجر هذا الأمر إلى الإمامة فيكون الأئمة خمسة عشر أو تسعة، بدلا من اثني عشر.. ويمكن أن يكون الإمام معصوما اليوم، فاقدا للعصمة غدا.. وما إلى ذلك.
فإن ذلك كله وسواه من مفردات علم الكلام ليس حقيقة مطلقة.. وإنما هو من الأمور النسبية التي تختلف وتتفاوت حسب الاجتهادات في العصور المختلفة، من مجتهد لآخر..
وكل ذلك داخل في مفردات الحقيقة التي هي نسبية عنده.
وهذا أمر في غاية الخطورة على الدين، وعلى العقيدة.. ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.
2 - وكذلك الحال بالنسبة لمقولته الأخرى حول: أنه ليس هناك حقيقة فقهية مطلقة. فهل يمكن أن يأتي يوم تصير فيه صلاة الصبح ركعة واحدة، وصلاة الظهر ركعتين، أو نصلي فيه يوم الجمعة فقط وتسقط الصلاة في سائر الأيام؟
أو يحل فيه اللواط والسحاق؛ باعتبارهما مثل استمناء الرجل والمرأة على حد تعبير هذا البعض؟!
أو يحل فيه شرب الخمر، إذا لم يصل إلى حد الإسكار، أو يحل فيه مصافحة الرجل للمرأة حيث لا تكون هناك ريبة؟! وغير ذلك..
3 - وهل يمكن أن يأتي يوم تسقط فيه القواعد والأصول عن الصلاحية، فنستبدل فيه قاعدة بقاعدة، ونعتمد على القياس، وعلى الاستحسان، وعلى الرأي؟! إن ذلك ليس ببعيد، فها نحن نرى هذا الأمر يظهر بكل وضوح في كتب وتصريحات هذا البعض. بل أصبحنا نشاهد آثاره في مختلف ما يصدره من آراء، توصف بأنها فتاوي!!.
4 - ما معنى إطلاق التعميم بأن كل جهد بشري هو نسبي في النهاية.