خلفيات كتاب مأساة الزهراء (ع) - السيد جعفر مرتضى - ج ١ - الصفحة ١٩٤
بالنسبة لرؤية الإمام والنبي اعمال الخلائق وشهادته عليهم، غير أننا نقول إن هذا البعض نفسه قد ذكر في النص السابق: أن هذا العلم ما كان منه متصلا بأخبار الماضين، فالقرآن يشير بوضوح إلى أن أنباءه هي من وحي الله.
أما ما كان متصلا ببعض موارد الحاجة إليه في موارد معينة، فيلهمه الله تعالى إياه إلهاما (1) (إلا أن يفرق بين الوحي والإلهام).
فيرد عليه سؤال: لماذا فرق بين الموردين فكان أحدهما بواسطة الوحي، وكان ذاك بواسطة الإلهام؟! ولماذا لا يكون العكس؟!
ثالثا: لماذا لا يكون هذا الإلهام الذي اعترف به ناشئا عن قدرة، أو ملكة أودعها الله في نبيه، تجعله قادرا على أن يعلم ساعة يشاء، حسبما دلت عليه الروايات الكثيرة.
رابعا: إن قوله تعالى في نفس آية سورة الأحقاف:
(إن أتبع إلا ما يوحى إلي (بعد قوله: (ما أدري ما يفعل بي ولا بكم ((2) يفيد أنه قد جاء في موضع الاضراب عما قبله.. ليكون المعنى: إني ما أدري شيئا من هذه الحوادث بالغيب من قبل نفسي. وإنما أتبع ما يوحى إلي من ذلك.
وحسبنا ما ذكرناه، فإن فيه كفاية لمن أراد الرشد والهداية.

(١) قد تقدم ذلك عن كتابه من وحي القرآن الطبعة الجديدة ج 6 ص 34.
(2) سورة الأحقاف: الآية 9.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست