والاجلال، والتقديس.. الأمر الذي يؤدي إلى المزيد من الحرص على التأسي به، وإلى عمق تأثير كلامه في النفوس، وإلى مزيد من الدقة في التعامل معه، وما إلى ذلك من قواعد وفوائد جليلة وهامة.
11 - وأما عن التشريف في الآخرة لا في الدنيا، فإن الله قد شرفه في كتابه الكريم مزيد تشريف حيث أمر الناس بالصلاة عليه.. وبأن لا يرفعوا أصواتهم فوق صوته، وبأن لا ينادوه من وراء الحجرات، وبأن لا يقدموا بين يدي الله ورسوله. وأن يقدموا بين يدي نجواهم صدقة.. وبأن لا يكون دعاء الرسول بينهم كدعاء بعضهم بعضا، وحرم الزواج بنسائه من بعده.. وغير ذلك كثير.
فهل إن ذلك كله من التشريف له (صلى الله عليه وآله)؟! أم إنه قلة مبالاة وعدم اهتمام؟!
وهل نسي هذا البعض قوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك (، فهل رفع الذكر لا يدخل في نطاق التشريف والتكريم، كما وأنه سبحانه قد أعطاه الكوثر من خلال ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام).
بل إن الله سبحانه إذا كان قد كرم بني آدم، وكرم المؤمنين وميزهم أيضا على الكافرين، فهل يعقل أن يكون قد ترك أنبياءه، وأولياءه كسائر الناس، خلوا من أي تكريم..؟!
12 - أما قوله:
" أما الدنيا فلا قيمة لها عنده، ولذلك لم يجعلها أجرا لأوليائه، بل أتاح الفرصة الكبرى فيها لأعدائه.. ".
فهل يعني: أن المؤمنين حتى الأنبياء يجب أن يكونوا في الدنيا أذلاء حقراء، خالين من أوسمة الشرف التي يستحقونها بظل الله وعنايته، ولا كرامة لهم، ولا قيمة؟!.
وهل إن التكريم في الدنيا، هو عمل دنيوي أم إنه عمل يقصد به شد عزيمة الناس، وتعميق ثقتهم برموزهم الكبار، وبسط الرجاء والأمل لهم فيهم، وتأكيد حالة الإكبار، والإجلال في نفوسهم.. ليتأكد إلتزامهم بهذا، وليعيشوا حالة الاعتزاز به، والإحساس بالمجد، والكرامة، والسؤدد فيه..
13 - وعن احتماله: