البعض يعترف في مواضع كثيرة جدا قد تعد بالعشرات بوجود أمور أجملها القرآن، فراجع كلماته.
وخذ على سبيل المثال قوله عن دابة الأرض التي يخرجها الله في آخر الزمان بأنها مما أجمله القرآن، فلنجمل ما أجمله القرآن، وكذا الحال بالنسبة لما ذكره حول الرجعة (1)، وعن الملائكة (2)، ومفارقة روح الميت جسده (3)، وغير ذلك..
فهل يجيز هذا البعض أن لا نعتقد بكل تلك الأمور التي اعترف بإجمالها، وأن نخرجها عن دائرة الإعتقاد لمجرد أنه لا يوجد تفصيلات كافية لها؟! لكي تمثل وعيا في الفكر، وقناعة في الوجدان على حد تعبيره، ولماذا لا يكون المطلوب هو الوعي والقناعة الإجمالية على ما هو عليه الواقع؟!
وهل يستطيع هذا البعض أن يتحفنا بتفاصيل دقيقة عن الروح والجن والملائكة وعن حقيقة الذات الإلهية وعن تفاصيل ما يجري في البرزخ وكيفياته... وغير ذلك؟!!
مع أن ذلك كله وسواه كثير جدا.. مما يلزم الإعتقاد به على ما هو عليه، وعلى سبيل الإجمال!!.
وهل يصح إخراج ذلك كله عن دائرة العقيدة لمجرد عدم قدرتنا على الإحاطة بتفاصيله؟!
هذا.. وقد روي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة الحذاء، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
(والله إن أحب أصحابي إلي، أورعهم، وأفقههم، وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالا، وأمقتهم للذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله اشمأز منه، وجحده، وكفر من دان به. وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج، وإلينا أسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا) (4).